وكأن الزمان يعيد نفسه، حينما امتلك الهلال الملعب بالطول والعرض في نهائي دوري أبطال آسيا عام 2014 أمام سيدني الأسترالي، إذ تمنعت الشباك عن استقبال حفلة أهداف على الورق، ولكن الواقع أبى إلا أن تسفر المساعي «الزرقاء» عن بصمة وحيدة فقط، وهي الحال لليابانيين، الذين خطفوا هدفاً مطلع المباراة، ونصبوا خيام الدفاع والتصدي للهجمات الهلالية حتى انتهى لقاء الذهاب بتعادل إيجابي (1-1) أمس (السبت) على ملعب الملك فهد بالرياض، بمواجهة كان طرفاها هلالاً مسلحاً بجماهير هزت المدرجات، وأوراوا الياباني الذي يفكر في مباراة الرد يوم السبت (المقبل). هو تعادل إيجابي في حقيقته للضيوف، وسلبي بكل معانيه لأهل الدار، الذين صالوا وجالوا في ميدان «الدرة» وصنعوا كل ما يتطلبه الانتصار المنشود، ولكن التوفيق لم يكن حليف عناصره، التي فقدت واحداً من أهم أعمدتها، وهو البرازيلي كارلوس ادواردو، إذ غادر مسرح النزال محمولاً على الاكتاف إثر إصابة أوقفت خطورته، وتحديداً حينما كان لاعبو أوراوا يحتفلون بهدفهم الأول، الذي سجله رافائيل داسيلفا في غفلة من الدفاع «الأزرق» (11). وجد الهلال نفسه متأخراً بهدف في أهم المحافل، بل ويخسر كارلوس ادواردو، إلا أن بديله نواف العابد لم يجعل هنالك أي علامة لفقدان «الزعيم» نجمه البرازيلي، فتسلم أصحاب الأرض زمام المبادرة وبلغوا منطقة العمليات مرات عدة، وبعد جملة من المحاولات نجح عمر خربين في تسجيل الهدف الأول، مستثمراً كرة حائرة في منطقة الجزاء، إثر تصويبة من سلمان الفرج، ليسددها في الشباك، مدركاً التعادل بعد طول انتظار (40). في الشوط الثاني نهض الفريق الياباني من سباته، وكان أكثر واقعية بين دفاع منظم وهجمات مبنية، ما زاد الصعوبة على الهلاليين، ولكن اوراوا هو الآخر خسر خدمات أبرز لاعبيه وصاحب الهدف رافائيل داسيلفا بسبب الإصابة، وخرج على الاكتاف كما غادر مواطنه إدواردو، وما بين تغيير هنا، وتبديلات هناك، فقدت المباراة بريقها وقوتها وهجماتها، وتحولت إلى صراع في منتصف الملعب، حتى أطلق الحكم الأردني أدهم مخادمة صافرة النهاية.