جرت العادة في المنطقة الغربية أن يشارك الأهل والأصدقاء والجيران ووالدي العروسين فرحة انتهاء مراسم العرس في صباح اليوم التالي من العرس الذي يسمى ب «الصبحة» أو «الصباحية» أو «التصبيحة» وهذا اليوم يعتبر تتمة لمراسم العرس في الحجاز. إذ يستيقظ العروسان بعد انتقالهما إلى مخدع الزوجية صباحاً على مباركة الأهل والجيران والأصدقاء. وتذكر أم سعيد الحارثي ل «الحياة» يوم صبحتها قائلة: «يعتبر هذا اليوم أو يوم للعروس في بيت عريسها مما يوجب الاحتفاء بها، والذي تستعد له العروس أثناء تهيئة مستلزمات العرس من ملابس «الجهاز» أو «الدبش» كما يطلق عليه أهالي الحجاز حتى الآن، فإما أن تستأجر والدة العروس زياً خاصاً من الملابس التراثية «الزبون» أو «الهندي» أو «الساري» حتى ترتديه في هذا اليوم أو أن ترتدي من ملابس جهازها الذي خصصته سابقاً لهذا اليوم». وتضيف أم سعيد بأن «الصبحة» كان يقدم فيها العريس الهدية لعروسه، وكذلك والده ووالدته، والتي غالباً ما تكون من الذهب، ويعود ذلك بحسب يسر حال العريس وأهله المادية، ولكن من نحو 20 عاماً، أصبح يقدم أصدقاء العروس وأهلها هدايا «الصبحة» ويتم عرضها ليشاهدها جميع الحضور اللائي جئن للمباركة للعروسين». وهذا اليوم من اسمه يظهر أن «الصبحة» تكون صبيحة ليلة العرس، إذ يتناول العروسان وجبة الإفطار المكونة من «الزلابية» التي تقدم مع «الشيرة» - القطر - وهي عبارة عن عجينة تحضر بطريقة معينة، ثم يتم غليها بالزيت الساخن جداً، ثم يحضر الضيوف من المهنئين في الضحى حتى يقدموا هدايا العرس، ويتناولوا طعام الغذاء، وكما تقول أم سعيد «قبل أكثر من 20 عاماً كان موعد الصبحة في الصباح، ولكن الآن مع اختلاف العصر والأجيال غالباً ما أصبح أهل العريس يؤخرون الصبحة، فيجعلونها مساء حتى تتمكن العروس من مواجهة المهنئات بعد ليل سهر طويل في حفل الزواج، فقد أصبحت الآن الأعراس تنتهي في وقت متأخر من الليل ما استدعى أن تكون الصبحة في المساء، إلا أنه ما زالت هناك عائلات تفضل البقاء على الموروث القديم، فلا يؤخرون الصبحة حتى المساء وفاء للتراث وبقاء على عهد ذلك الماضي الجميل».