تتعدد الأفراح والمناسبات قديماً في محافظة الليث، فمنها أفراح عودة الحجاج والزفاف، إذ يؤكد عبدالرحمن بن مبروك المهداوي، أفراح الليث قديماً، خاصة فيما يعرف بمناسبات الزفاف كانت تبدأ بخطبة يحصل فيها القبول أو الرفض من دون مشورة الفتاة. إذ تفاجأ بيوم العرس، فتأتي امرأة كبيرة أو مسنة لتمسك الفتاة وهو ما يعرف بيوم المسوك وتقول لها الحوار التالي (يا بنتي اليوم زفافك على فلان بن فلان، وترمي فوقها شرشفاً كبيراً أو ما يعرف ب «المصدع» من يوم السبت وتنتهي بيوم الأربعاء، إذ يلعبون بها جميع الألعاب الشعبية (بن حمدان والمجرور والعرضة والمزمار والعرضة والدمة والحلجة) واليماني والقبوس (المشابه للعبة اليماني إلا أنه برتم ثقيل في رقصاته) وتبدأ مراسيم الزفاف بالدمة إذ يبدأ الجميع من راقصين وشعار والموالي (العبيد) بالاستعداد للزفاف ولا يهم في الأمر بالنسبة لهم مشياً على الأقدام ببعد المسافة أو قصرها، إذ يضعون تجهيزات العروسين كافة فوق الجمال للمسير بها، إلا أن الأجمل في ذلك هو تحرك الموالي، إذ يقوم أحدهم بحمل صندوق كبير اسمه (سيسب) وهو ثقيل جداً يكون به موجودات العريس والعروس، وينطلقون به إلى بيت العروس وسط لعبة الدمة الشهيرة في مثل هذه المناسبات، إلى أن يصلوا إلى بيت أهل العروس، فيفاجأون باثنين من الموالي، وهو شيء معتاد فيمسكون بالعصي ويضربون به أنفسهم بطريقة تعرف ب «الدرق»، معترضين الطريق حتى ىأتي والد العريس ويعطيهم مبلغاً معيناً فيسمحون لهم بالعبور، وتكون مثل هذه الحالات وسط إعجاب وضحكات الجميع. وفي ليلة الأفراح النهائية يأتي العريس إلى بيت أهل العروس إلى أحد الموالي الذي يقف عند الباب ويكون بينهم الحوار التالي: - أهل العريس أو أب العريس: فك الباب - المولى: المفتاح ما هو عندي. - أهل العريس أو أب العريس: فين المفتاح؟ - المولى: المفتاح في جيبك. عندها يبادرون بإعطائه مبالغ نقدية، ثم يخرج المولى المفتاح ويفك الباب. أما إذا كان العريس سمي لأحدهم وقد سمي باسمه فإن على السمي أن يتكلف بمبالغ نقدية كبيرة، وعليه أن يأتي بقودة كبيرة بها كثير من الشعراء حتى الوصول إلى مقر حفل الزفاف. ويؤكد عمر محمد القرمطي أن مراسيم الطهور تبدأ خلال ستين يوماً، يبدأون فيه باللعب بمختلف الألعاب الشعبية من بعد صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل، وتكون أعمارهم من بعد 17 عاماً حتى 24 عاماً، وتبدأ القبائل في الاستعراض بأبنائها الذي يطهرون. وعند البدء بالطهور يرتصون جماعات مختلفة الأعمار، ويضعون السيوف فوق رؤوسهم استعداداً للطهور، إذ يبدأ المطهر عملية الطهار وسط حضور جماهيري كبير، فيشاهدون الرجل الذي يهتز من السكين فإنه بنظرهم ناقص، أما الذي يصبر ويجاهر بنسبه وقبيلته إلى أن تنتهي المراسم فإن له شأن عظيم في قومه، وتستمر مدة الشفاء مدة طويلة ما بين شهرين وثلاثة أشهر لوجود جراح وتسلخات كثيرة.