كان حضوراً مترقباً، أعلنت من خلاله الهيئة العامة للترفيه نفاد التذاكر قبل ساعات من موعد انطلاق الحفلة، التي أقيمت على مسرح الملك فهد الثقافي في الرياض، إذ لم يكن مستغرباً أن يتاح الحضور للجميع بتذاكر تبدأ ب200 ريال، مقارنة بالأسعار الباهظة سابقاً، علماً بأن سعر تذاكر حفلة بلقيس، التي ستقام في ال29 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تبدأ ب300 ريال سعودي، إلا أن التفاوت في أسعار حفلة محمد عبده، التي تدرجت بأسعار مقبولة للمتلقي السعودي تدل على اهتمام الجهات المنظمة بحضور جميع شرائح المجتمع. وغنى جمهور محمد عبده في بادرة ليست الأولى، لكنها كانت لافتة أجمل أغاني فنان العرب على مر عقود من الزمن، إذ كررها معه مراراً، فيما بادلهم «أبو نوره» بتعديل بعض كلمات أغانيه، إذا شدا: «اختلفنا مين يحب الثاني أكثر...إنتو أكثر وأنا أكثر»، قبل أن يرد على أحد الجماهير الذي صرخ بأعلى صوته: «أحبك يا أبونورة»، قائلاً: «وأنا بعد»، ليهتف له الجمهور طويلاً قبل أن يصمت للاستمتاع بصوته العذب. كواليس الحفلة كانت أشبه بانتظار العريس، إذ حضر محمد عبده وكأنه يفي بآخر وعد قطعه على جمهوره في آخر حفلاته حين ودعهم قائلاً: «ألقاكم في الرياض». واحتار الحضور بين الجلوس أو الوقوف، تفاعلاً مع نجمهم الأكثر شعبيه في السعودية، ولم يكن هناك أجمل من ليلة عانق فيها الجمهور صوت النجم جمهوره وهم يصدحون بعالي الصوت: «كل قلب له حبيبه، وأنت محبوبي»، فلم يكن صوت عبده وحده على المسرح، بل كانت ساعات غنى فيها الجمهور في ليلة من أجمل ليالي الرياض. وكتب المطرب السعودي نايف النايف في حسابه ب«تويتر»: «أبو نوره صوته يغرد في سما الرياض.. صوته يناديني لكن ما قدرت أحضر». وكان من بين الحضور الفنان السعودي فهد القصبي الذي قال في حسابه ب«تويتر»: «سافرنا كثيراً، لكنها المرة الأولى التي نحضر من خلالها حفلاً لأبي نورة». الحفلة انتهت الواحدة صباحاً في وقت كان الجمهور لا يزال متعطشاً للمزيد من أبي نوره الذي اختتم الحفلة بأغنيته الشهيرة: «ما أرق الرياض في تالي الليل»، فيما غرد ابن محمد عبده، قائلاً: «لسا مقفل من الوالد يقول لولا رحلته الساعة 2:30 كان غنى للفجر... حفلة رائعة جداً».