أكد معنيون بملف الإرهاب في مصر أن هناك معلومات تشير إلى انشقاق مسلحين مصريين عن تنظيم «داعش» وانخراطهم في تنظيمات محسوبة على تنظيم «القاعدة». ودلت المعلومات أن تلك الانشقاقات حدثت في شمال سيناء وفي خلايا تكفيرية في الصحراء الغربية في مصر. وحدثت تلك الانشقاقات نتيجة الضعف الذي اعترى الخلايا التابعة ل «داعش» في سيناء وفي الصحراء الغربية بعد ضربات أمنية موجعة على كل مواقعهم، فضلاً عن سقوط التنظيم في معاقله في سورية والعراق. ومن دلالات الانشقاقات في سيناء، الاشتباكات التي حدثت قبل أسابيع بين مسلحين محسوبين على «داعش» وآخرين تابعين لتنظيم «جند الإسلام» التابع ل «القاعدة»، وهي المواجهات التي سقط فيها قتلى، وبعدها توعد تنظيم «القاعدة» «خوارج داعش» بالقتل. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن معلومات دلت على حصول تلك الانشقاقات ومحاولة التنظيمات «القاعدية» الإفادة من سقوط «داعش» في استقطاب المسلحين الأقل تأثيراً، باعتبار أنه يصعب ثني القيادات عن العودة عن بيعة «داعش». أما في الصحراء الغربية، حيث نشطت خلايا عنقودية تابعة ل «داعش» يقودها الإرهابي الفار عمرو سعد عباس، ونفذت فيها هجمات دامية استهدفت خصوصاً كنائس في القاهرة والإسكندرية والغربية وزوار دير في صحراء المنيا، فكانت الانشقاقات أوضح، إذ تأكد أن عدداً من المسلحين المنخرطين في تلك الخلايا رجعوا عن بيعتهم تنظيم «داعش» وانخرطوا في خلية «الواحات البحرية» المحسوبة على «القاعدة». وشغلت هذه الخلية الرأي العام المصري في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل 16 ضابطاً وجندياً من قوات النخبة في وزارة الداخلية في اشتباكات مع عناصر الخلية، التي قضى الجيش على غالبية عناصرها. وقال إرهابي ليبي يُدعى عبد الرحيم محمد المسماري أوقفته أجهزة الأمن في الصحراء الغربية بعدما نجا من غارة على وكر الخلية في الواحات إن 6 من عناصرها الذين هاجموا دير المنيا (محسوبين على «داعش») انضموا إلى معسكرهم في الواحات، أثناء إقامتهم فيه التي استمرت أشهراً عدة. وأجرى الإعلامي المصري عماد الدين أديب حواراً مع المسماري أذاعته فضائية «الحياة» الخاصة مساء أول من أمس. كان لافتاً فيه الهجوم الضاري الذي شنه على تنظيم «داعش». وقالت وزارة الداخلية إن «خلية الواحات» استقطبت 29 عنصراً يعتنقون أفكاراً تكفيرية في محافظتي الجيزةجنوبالقاهرة والقليوبية شمالها، تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر التنظيم وتولي آخرين تدبير ونقل الدعم اللوجيستي لموقع تمركزهم في الصحراء، وتم ضبطهم جميعاً. وقال البيان إن بعضهم تورط في الهجوم على زوار دير المنيا. وقال مصدر مطلع على الملف ل «الحياة»، إن قائد الخلية الضابط المطرود من الخدمة في الجيش عماد عبد الحميد، الذي قتل في المواجهات، هو من تولى الاتصال بشخصيات يعرفها في العمق المصري، لتوفير هذا الدعم اللوجيستي، وكان له اتصال مع تكفيري من المرتبطين بخلية عمرو سعد عباس التابعة ل «داعش»، والتي نشطت بالأساس في الظهير الصحراوي الغربي لجهة الجنوب، ولما ضيقت أجهزة الأمن الخناق على عناصر الخلية وهاجمت وكرهم الرئيس في صحراء قنا (جنوب مصر) وفر عدد منهم، انخرط بعضهم في خلية عماد عبد الحليم في الواحات عبر قناة الاتصال التي كان يملكها مع مسلح في خلية عباس. وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بحبس الليبي عبد الرحيم المسماري 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، في قضية اتهامه بالاشتراك في الجريمة الإرهابية في الواحات. كما أمر بحبس 14 متهماً آخرين من المرتبطين بالتنظيم 15 يوماً احتياطيا على ذمة التحقيقات. وأسندت نيابة أمن الدولة العليا إلى المسماري اتهامات ب «القتل العمد مع سبق الإصرار بحق ضباط وأفراد الشرطة في طريق الواحات تنفيذاً لغرض إرهابي، والشروع في القتل العمد تنفيذاً لذات الغرض، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر... والانضمام إلى تنظيم إرهابي». وأسندت النيابة إلى المتهمين ال14 الآخرين «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون... واعتناق أفكار تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما».