علمت «الحياة» أن الإرهابي الذي أوقفته أجهزة الأمن المصرية ضمن عناصر «خلية الواحات» التكفيرية، يحمل الجنسية الليبية، ويتحدّر من مدينة درنة في شرق ليبيا. وكانت الشرطة المصرية دهمت موقع خلية متطرفة في الواحات البحرية على بعد أكثر من 300 كيلومتر جنوب غربي القاهرة، وقُتل في اشتباكات مع عناصرها 16 ضابطاً وجندياً، من قوات النخبة في وزارة الداخلية، فيما قتل وجُرح 15 متطرفاً. وشن الجيش بمعاونة الشرطة حملات دهم وتمشيط واسعة النطاق في الصحراء الغربية أسفرت عن قتل عناصر الخلية المتطرفة وتحرير ضابط كانوا خطفوه. وكشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقاء مع صحافيين وإعلاميين في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، أن أجهزة الأمن أوقفت عنصراً واحداً «غير مصري». وأفيد بأن الموقوف ليبي يُدعى عبدالرحمن محمد المسماري، وهو مولود عام 1993، ولما بدأ التطرف انضم إلى جماعة «أنصار الشريعة» في درنة، ثم انخرط في تنظيم يقوده المطلوب المصري هشام عشماوي الذي عمل على إعادة إرهابيين من سورية والعراق وتجميعهم في منطقة قريبة من الحدود المصرية - الليبية، للتسلل إلى الأراضي المصرية تباعاً بهدف تنفيذ هجمات فيها. وخططت خلية الواحات لهجوم على أديرة مسيحية في الصحراء، وكانت تعتزم تصعيد هجماتها المسلحة بعد إتمام تسليحها ومدها بالدعم اللوجيستي الآتي من ليبيا، كما خططت لشن «هجمات مؤلمة» في العمق المصري رداً على الخسائر التي مُني بها المسلحون نتيجة استهداف الجيش أرتالهم الآتية من ليبيا. في غضون ذلك، قال الرئيس السيسي أن مصر تكافح الإرهاب وتتصدى له نيابة عن المنطقة والعالم بأسره، ولديها الإرادة والتصميم على دحر خطر الإرهاب وهزيمته. والتقى الرئيس المصري أمس رئيس البرلمان المجري لاسلو كوفير، واستعرضا مجالات التعاون الثنائي، فضلاً عن التعاون بين مصر ومجموعة دول «فيشجراد» التي تتولى المجر رئاستها حالياً، كما بحثا في آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وجهود مكافحة ظاهرة الإرهاب. وحضر المقابلة رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال وسفير المجر لدى القاهرة. وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي أشار إلى عمق العلاقات الوثيقة والتاريخية التي تربط البلدين. وقالت وزارة الداخلية المصرية إن خلية الواحات التي هاجمت قوات الشرطة منتصف الشهر الماضي عند الكيلو 135 غرب القاهرة، خططت لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية ضمن مخططهم لزعزعة الاستقرار. وكشفت الوزارة في بيان مساء أمس، تكوين الخلية الإرهابية التي حاولت التمركز في الظهير الصحراوي الغربي لمصر، في مدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابي الذي قتل في عملية مشتركة للجيش والشرطة لتتبع فلول الخلية عماد عبدالحميد. وأشارت إلى «تلقي عناصر الخلية تدريبات في معسكرات داخل الأراضي الليبية على استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات، قبل تسللهم إلى الداخل المصري لتأسيس معسكر تدريبي في المنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابي، تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد». وأضافت الوزارة أن عناصر البؤرة الإرهابية في الصحراء الغربية استقطبوا 29 عنصراً يعتنقون الأفكار التكفيرية في محافظتي الجيزة والقليوبية تمهيداً لإلحاق بعضهم بعناصر التنظيم، وتولى آخرون تدبير ونقل الدعم اللوجيستي لموقع تمركزهم في الظهير الصحراوي الغربي. ونبهت الوزارة إلى «ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم». وكشفت تورط بعض عناصر خلية الواحات في الهجوم على حافة أقباط المنيا في أيار (مايو) الماضي، والذي تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي آنذاك. وقالت الوزارة ان المعلومات «أكدت تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها في تنفيذ حادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا يوم 26 أيار الماضي، إذ أثبت الفحص الفني سابقة استخدام بعض الأسلحة المضبوطة في تنفيذ ذلك الحادث». وتتولى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات مع الموقوفين.