نيويورك - أ ف ب استخدمت روسيا أمس (الخميس)، «حق النقض» (فيتو) في الأممالمتحدة ضد مشروع قرار أميركي يمدد لسنة مهمة الخبراء الدوليين الذين يحققون في استخدام اسلحة كيماوية في سورية. وهذه المرة العاشرة التي تستخدم فيها روسيا «حق النقض» ضد مسألة تتعلق بالنزاع في سورية. وبعد «فيتو» روسيا، قالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة نيكي هايلي ان «روسيا قتلت آلية التحقيق التي حظيت بدعم عام في هذا المجلس». وشددت على أن روسيا «تمنعنا من ردع هجمات مستقبلية»، مضيفة ان «الرسالة واضحة: روسيا تقبل باستخدام اسلحة كيماوية في سورية». من جهته قال السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر «ان فرنسا تشعر بالذهول (...) بسبب الفيتو الروسي»، فيما اعتبر السفير البريطاني ماثيو ريكروفت ان «روسيا فشلت في تعزيز السلام في سورية». ورفض السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فاسيلي نيبنزيا كل الانتقادات، وندد خصوصاً بحديث بريطانيا عن «خيانة». وقال ان «روسيا لم يكن في استطاعتها التصويت على المشروع الاميركي والجميع كانوا يعلمون ذلك». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعطى اشارة هي الاكثر وضوحا حتى الان على ان موسكو ستلجأ الى استخدام «حق النقض» في التصويت على مشروع القرار الاميركي. وقال في مؤتمر صحافي: «ليس لمشروع القرار الاميركي اي فرصة لكي يُعتمد». وانتقد لافروف النص الاميركي قائلا انه «غير مقبول إطلاقا» لان من شأنه تمديد التفويض «من دون تغيير ايّ من النشاطات الحالية للالية التي تنتهك معاهدة الاسلحة الكيماوية»، في اشارة الى الية التحقيق المشتركة بين الاممالمتحدة ومنظمة «حظر الاسلحة الكيماوية». وكان ديبلوماسيون في الاممالمتحدة قالوا أول من أمس انهم يتوقعون «فيتو» روسيّا بعدما فشلت المفاوضات في تقريب وجهات النظر. وصوّت مجلس الأمن في وقت لاحق ضد مشروع قرار روسي يمدد مهمة الخبراء الدوليين، إذ لم يحصد المشروع سوى أربعة أصوات في حين كان يتطلب اقراره غالبية تسعة أصوات من أصل أعضاء المجلس ال15. وطلب المشروع الروسي مراجعة مهمة المحققين وتجميد تقريرها الاخير الذي يتهم نظام الاسد بالمسؤولية عن هجوم باسلحة كيماوية في خان شيخون في الرابع من نيسان (ابريل) الماضي وأوقع أكثر من 80 قتيلاً. لكنّ واشنطن عارضت ذلك وطالبت في المقابل في مشروعها بفرض عقوبات على المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية، وحظي مشروعها بدعم الدول الاوروبية الاعضاء في مجلس الامن. وقبل ساعة من التصويت، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجلس الأمن إلى تمديد مهمة المحققين في شأن استخدام اسلحة كيماوية في سورية لمنع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من ارتكاب جرائم جديدة. وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «يجب أن يصوّت جميع (أعضاء) مجلس الأمن على تجديد» مهمة المحققين ل«التأكد من أن نظام الأسد لن يتمكن أبدا من ارتكاب جرائم جماعية عبر (استخدام) اسلحة كيماوية»، محاولاً بذلك اقناع روسيا. وكان تمديد مهمة المحققين في صلب خلاف حاد استمر لأسابيع بين واشنطنوموسكو، وذلك على خلفية التقرير الاخير لهؤلاء الخبراء ولمنظمة «حظر الاسلحة الكيميائية». وكان التقرير اتهم في أواخر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي سلاح الجو السوري بقصف بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة ادلب (شمال) بغاز السارين في الرابع من نيسان (ابريل) الماضي ما أوقع أكثر من 80 قتيلا. ومنذ ذلك الحين، تندد موسكو التي تقول على غرار دمشق ان الهجوم مردّه انفجار قذيفة على الارض في منطقة خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة ومتشددين، بالتقرير الذي أشرف عليه ادموند موليه.