في شوارع عدة وسط القاهرة تستوقف المارة عبارة «ضع كتاباً وخذ كتاباً» التي نُقشت فوق مربع خشبي ثنائي الأوجه الزجاجية، وقُسم تجويفه الداخلي في كل وجه إلى أربعة أرفف. وسرعان ما تتضح الفكرة، من خلال فتيان وفتيات ورجال وسيدات جالسين على مقاعد خشبية منهمكين في قراءة كتب حصلوا عليها قبل دقائق من مكتبة الشارع. «استبدل كتاباً بآخر فهنا مكتبة الشارع»، هذا هو مضمون الفكرة التي نفذها الدكتور نادر رياض صاحب المشروع بعنوان «ضع كتاباً وخذ كتاباً»، والتي انتشرت في ضواحي القاهرة، في صورة مكتبات صغيرة تضم كل منها مئة وستين كتاباً، وما تحتوي عليه من كتب تبرع بها صاحب المشروع وتضم أنواعاً مختلفة بين الأدب والعلوم والسياسة والرياضة والرواية باللغتين العربية والإنكليزية. عن المشروع قال نادر رياض ل «الحياة»: «الفكرة قائمة على أن المجتمع يملك الملايين من الكتب القابعة في البيوت والأرفف والمخازن، والتي تظل ساكنة لا تتحرك ليكون مكانها الأخير إما صناديق المهملات أو إهدارها أو بيعها لتجار البيكيا، أو قراطيس في المتاجر». وضعت المكتبات على جوانب الطرق في شوارع وسط البلد في القاهرة، في وضعية تجذب انتباه المارة في الشوارع التي تعج بالمقاهي والمطاعم ومحلات الحلوى والتي تُعد مقصداً للسياحة الداخلية والخارجية في محافظة القاهرة. ويعتبر رياض أن ترك الكتب فوق الأرفف في المكتبات في المنازل خسارة كبيرة للمجتمع، ويضيف: «تقوم الفكرة على إتاحة المجال لهذه الكتب التي انتهى أصحابها من قراءتها ولا يحتاجون إليها لمبادلتها بكتب أخرى، لكي تتحرك الأفكار والثقافات والمعارف الموجودة في الكتب ويتناقلها البشر مخاطبة عقولهم وأفئدتهم، فتتسع الاستفادة منها». وعن الفكرة من منظورها الأدبي والعملي يوضح أن «المشروع يتمثل في أن كل من يأخذ كتاباً سيترك كتاباً مقابله، وإن هذه الكتب لن تنفد من المكتبات. ومن الناحية العملية تحتاج المكتبات كل فترة إلى التنقية من الكتب غير المفيدة والاستعاضة عن العدد المتناقص منها بجديد، وهو ما سوف يتم توفيره، بحيث يظل رصيد كل مكتبة 160 كتاباً».