قال مساعد وزير الخارجية الاميركي جون ساليفان اليوم (الخميس)، إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تطوير علاقاتها مع السودان التي بلغت «مرحلة ايجابية» بعد رفع الحظر الاميركي عن الخرطوم الشهر الماضي. وكان ساليفان يتحدث في بداية زيارة تستمر يومين الى السودان، سيتطرق خلالها الى عدد من الملفات بينها قضية حقوق الانسان وحرية المعتقد. وهي الزيارة الأولى لمسؤول اميركي بهذا المستوى إلى السودان منذ رفع الحظر عن هذا البلد. وفي بداية اجتماع مع وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، قال ساليفان: «الآن نبدأ عملية التطلع الى توسيع علاقتنا». وأضاف: «ناقشنا عددا من القضايا التي يجب أن نعمل عليها معاً لمواصلة المرحلة الايجابية التي أطلقناها في الاشهر ال16 الاخيرة». وكانت واشنطن قررت في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي رفع بعض العقوبات المفروضة على السودان، لكنها أبقت على هذا البلد على لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب. وترى الخرطوم في زيارة ساليفان فرصة مواتية لطرح مسألة شطب السودان عن هذه اللائحة. وفرضت واشنطن عقوباتها الاقتصادية على السودان في 1997 بسبب دعمه المفترض لجماعات متطرفة. وعاش زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن من 1992 إلى 1996 في السودان. وبعد عقود من التوتر الديبلوماسي، تحسنت العلاقات بين الخرطوموواشنطن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ما سمح برفع العقوبات من قبل الرئيس الحالي دونالد ترامب. وقال غندور ان «رفع العقوبات خطوة أولى لكنها حاسمة»، مؤكداً أن الهدف الاخير للخرطوم هو «تطبيع كامل في العلاقات» مع واشنطن. وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية السودانية عبد الغني النعيم: «انها زيارة بالغة الاهمية بالنسبة لنا». وأضاف: «برنامجنا يرمي إلى شطب السودان عن قائمة الارهاب وكذلك تحقيق هدف التطبيع الكامل للعلاقات مع الولاياتالمتحدة». وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية قبل زيارة ساليفان الذي وصل صباح اليوم الى الخرطوم أنه سيناقش ملف «حقوق الانسان بما فيها حرية المعتقد» في السودان. وتتهم منظمات حقوقية باستمرار قوات الامن في السودان باعتقال صحافيين وسياسيين معارضين ومدافعين عن حقوق الانسان بشكل تعسفي. وتصادر أجهزة الاستخبارات السودانية النافذة نسخاً كاملة من صحف من دون إعطاء أسباب، خصوصاً حين تنشر مقالات تعارض سياسات الحكومة. وصنفت منظمة «مراسلون بلا حدود» السودان في المرتبة 174 من أصل 180 بلداً على لائحة مؤشر حرية الصحافة لسنة 2017 ، واتهمت «جهاز الامن الاستخبارات» ب«مطاردة الصحافيين وفرض رقابة على الصحافة المطبوعة». وكانت المنظمة غير الحكومية المتمركزة في واشنطن «مشروع كفاية» (ايناف بروجيكت) حذرت أخيراً من تراجع عدد الكنائس في البلاد. وقال مدير «مشروع كفاية» جون برندارغاست إنه «منذ حصول جنوب السودان ذو الغالبية المسيحية على استقلاله من السودان في 2011، ركزت الحكومة السودانية على تقليل عدد الكنائس وانشطتها» في البلاد. لكن الخرطوم تصر على انها ملتزمة حقوق الانسان والحريات الدينية، وتقول إن أكبر دليل على ذلك هو تواجد كنائس عدة قرب مساجد. وقال نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية في الخرطوم ارفين ماسينغا خلال الاسبوع الجاري ان «التقدم في بعض القضايا مثل حقوق الانسان والحرية الدينية (...) وانهاء الحرب الاهلية واشراك كل السودانيين في العملية السياسية (...) امور مهمة جداً بالنسبة لنا».