عُرفت السينمائية الفرنسية كاترين برْيّا على نطاق عالمي عريض بأفلامها الإباحية قبل أن تستقرّ بها الأمور بعض الشيء وتتحول إلى مخرجة راسخة في السينما الأوروبية. أما اليوم، فإن مشروع بْريّا المعلن عنه في «كان» ففيلم جديد لها من المتوقّع أن يكون مختلفاً إلى حدّ كبير. والاختلاف لن يكون في النوع والمواضيع فقط بل، كما يبدو، سيكون في الجغرافيا أيضاً. ذلك أن الفيلم المقبل الذي حظي بضجة كبيرة لمجرد الإعلان عنه في «كان»، ستصوره بْريّا في اليابان بكلفة لن تقلّ عن 7 ملايين يورو. عنوانه «جسر الأحلام العائمة»، أما حكايته فتتحدث عن لقاء «غرامي» بين مسافر أسترالي ويابانية بعد 20 عاماً من قصف هيروشيما بالقنبلة النووية الأميركية. ترى هل يذكرنا هذا المشروع بشيء ما؟ بالتأكيد... فالمخرج الراحل هذا العام، الفرنسي الكبير آلان رينيه كان بدأ أواخر خمسينات القرن العشرين مساره السينمائي في مجال السينما الروائية الطويلة بفيلم يروي حكاية مشابهة هو «هيروشيما... يا حبي» الذي يدور حول حكاية لقاء عاطفي في اليابان بين ممثلة فرنسية (آنوك إيميه) ومهندس ياباني شاب بعد سنوات على قنبلة هيروشيما. أما الآن ولكي لا نقول إن فيلم برْيّا سيكون إعادة إنتاج تحديثية لفيلم رينيه الذي كان عرضه الأول في «كان» في زمنه، فلا بد أن نتنبه إلى أن الأدوار انقلبت: في الفيلم القديم كان الرجل يابانياً والمرأة أجنبية، أما في الجديد فالمرأة هي اليابانية فيما الرجل أحنبي... والفارق كبير طبعاً!