توقّع أحدث تقرير نشرته «منظمة الدول المصدرة للبترول» (أوبك)، أن يظلّ النفط والغاز أهم مصدرين للطاقة في العالم طوال أكثر من عقدين، على رغم الأهمية المتزايدة لمصادر الطاقة المتجددة، وبدافع من النمو الاقتصادي في عدد من الأسواق النامية، فضلاً عن الطلب العالمي القوي على الغاز الطبيعي. وجاء في تقرير عن مشهد قطاع النفط العالمي، الذي أطلقته «أوبك» خلال جلسة خاصة جمعت تنفيذيين كباراً على هامش «معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول» (أديبك)، أن النفط سيلبّي ما يفوق قليلاً 27 في المئة من حاجات الطاقة العالمية عام 2040، فيما والغاز الطبيعي أكثر قليلاً من 25 في المئة. وسيشهد السيناريو المتوقع نمو الطلب على النفط من 95.4 مليون برميل يومياً عام 2016 ليصل إلى 111.1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2040، بالتزامن مع نمو الاقتصاد العالمي، بمعدل 3.5 في المئة سنوياً في الفترة ذاتها. وستستلزم تلبية هذا الطلب ضخ استثمارات إجمالية تبلغ نحو 10.5 تريليونات دولار على امتداد العمليات كافة في مجالات التنقيب والاستخراج، والنقل والتخزين، والتكرير والصناعات البتروكيماوية والتسويق والتوزيع. وأوضح الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو، في معرض تقديمه للتقرير، أن التوقعات الواردة في نسخة هذه السنة من التقرير «أكثر إيجابية من تلك التي وردت في تقرير العام الماضي»، عازياً ذلك في جانب منه إلى الجهود التي تبذلها الدول المصدرة للنفط في إطار مساعيها الرامية لتحقيق الاستقرار في السوق. ويتوقع التقرير، في نسخته السنوية الحادية عشرة، حدوث بطء في وتيرة نمو الطلب على النفط ليكون أبطأ من نمو الطلب الكلي على الطاقة، على رغم قوّة التوقعات الواردة فيه، بينما يشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة ستشهد معدل نمو سنوي قدره 6.8 في المئة، هو الأسرع في القطاع، مع أن حصتها الإجمالية المتوقعة من مزيج الطاقة ستبلغ 5.4 في المئة فقط عام 2040 بسبب انخفاض قاعدة انطلاقها مقارنة بالمكونات الأخرى في مزيج الطاقة. وأشار باركيندو إلى أن معدلات النمو تلك تعني توقعات بازدياد الطلب على الطاقة بما يقرب من 100 مليون وحدة طاقة مكافئة لبرميل النفط يومياً بين العامين 2015 و2040، بالتوازي مع تزايد عدد سكان العالم وأهمية الحد من فقر الطاقة.