توقفت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (الجمعة) أعمال البحث والإنقاذ في المبنى التاريخي الذي تساقطت منه أسقف ثلاث غرف من الطابق الثالث والمحل التجاري الواقع في الطابق الأرضيوكان الانهيار تسبب في احتجاز أربعة أشخاص تحت الأنقاض. وباشرت فرق الدفاع المدني الحادثة بعد تلقيها بلاغاً من بلدية المنطقة التاريخية، وواصلت أعمال البحث والإنقاذ للأشخاص المفقودين تحت الركام التي ساندها فيها عدد كبير من عمال الأمانة الذين بذلوا جهوداً في تنظيف الموقع، وإزالة آثار الأسقف بحثاً عن المحتجزين. كما تمت الاستعانة ب«المعلم البلدي» لتحديد موقعٍ يمكن من خلاله إنقاذ أرواح المحتجزين تحت الأنقاض، إذ حدد موقعاً جانبياً تم إحداث فتحة من خلاله، كشفت عن بعض المحتجزين، وتمكن من خلالها رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر، والأمانة من إعطائهم التوجيهات لضمان سلامتهم وإيصال «الأوكسجين» لهم من خلالها. ونجحت جهود الساعات السبع من العمل المتواصل في استخراج المحتجزين، وهم على قيد الحياة، عدا بعض الكدمات والإصابات البسيطة التي نقلوا نتيجتها إلى المستشفى، من خلال فرق الهلال الأحمر، فيما تم التأكد من عدم وجود أشخاص آخرين، وتسليم الموقع لأمانة محافظة جدة بعد استكمال أعمال البحث. وذكر مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي أن فرق الإنقاذ والإسعاف التي باشرت الحادثة بذلت جهوداً كبيرة في مهام إنقاذ المحتجزين، وإخراجهم بحالٍ سليمة، مشيراً في حديثه إلى «الحياة» إلى أن جميع المحتجزين أُخرجوا عند الساعة 11 والنصف مساءً، فيما تم التأكد من عدم وجود آخرين، ومن ثم سلم الموقع للأمانة. وأضاف أن هناك تنسيقاً دائماً مع الأمانة حول وضع تلك المباني، خاصةً التي تحتاج إلى ترميمٍ وإصلاح، وتشكل خطورةً على العابرين والمجاورين لها، إضافةً إلى التنسيق مع الجهات الأمنية حول بعض المواقع التي تسكنها بعض العمالة المخالفة، وقال إن ما يعيق فرق الدفاع المدني في بعض المواقع هو صعوبة الوصول لها كونها في مناطق ضيقة يصعب على الآليات الوصول إليها مشيداً بالتعاون الذي أبدته الجهات ذات العلاقة كافة. فيما أفاد مدير الخدمات في المنطقة التاريخية المهندس موفق الحيمي «الحياة» أنه تم فرض طوقٍ أمني على الموقع الذي شهد الحادثة بعد الانتهاء من أعمال البحث والإنقاذ حفاظاً على سلامة العابرين، وتم فصل التيار الكهربائي عن المحال التجارية التي يحتويها المبنى حتى استكمال إجراءات الترميم، مضيفاً أن البناية المكونة من ثلاثة طوابق تعد من المباني التاريخية التي يبلغ عمرها نحو 150 عاماً. وأضاف أن البناية كانت خاليةً من السكان عدا المحال التجارية حيث سقطت أسقف ثلاث غرف تعلو المحل التجاري الذي كان في داخله عاملان وزبونان للمحل، إذ جرى على الفور إحضار عدد من العاملين في الأمانة للقيام بمساندة رجال الدفاع المدني، ورفع الركام من الموقع، والاستعانة بالمعلم البلدي الذي يمتلك خبرةً في تلك المباني وقام بتحديد موقع جرى تنفيذ فتحة من خلاله تم الوصول إلى المحتجزين وإمدادهم ب «الأوكسجين»، وتم إخراج شخصين من خلالها، واثنين آخرين من خلال رفع الركام من المحل. br / وبيّن الحيمي أن مالك المبنى حضر إلى مقر بلدية المنطقة التاريخية لإصدار رخصة ترميم للموقع حتى يباشر أعمال الترميم، وقال إن الانهيار ناتج من تأثر أسقف المبنى بالأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة، إذ تقف الأمانة حالياً على المواقع كافة التي تحتاج إلى أعمال ترميم والمتأثرة بالأمطار لإصلاحها، مشيراً إلى أن الموقع الذي شهد الانهيار تم تنظيفه، وإزالة آثار الانهيار، وإعادته إلى طبيعته من خلال المعدات التي شاركت في الموقع. ووفقاً للناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري فإن خمس فرق باشرت الحادثة، ونجحت على رغم العوائق التي واجهتها في إنقاذ أربعة أشخاص كانوا محتجزين هم شخصان من الجنسية (الباكستانية)، و(يمني)، و(هندي) نقلوا إلى المستشفى نتيجة إصابات وكدمات، إلا أن صحتهم جيدة.