شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، داعياً حركة «حماس» إلى الموافقة على الاحتكام إلى الشعب من خلال صندوق الاقتراع، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وجدد رفضه الانتفاضة المسلحة، مؤكداً رفضه أيضاً فكرة إعلان الدولة الفلسطينية في شكل أحادي، واتهم رئيس الحكومة الاسرائيلية بأنه لا يريد السلام وأن مواقفه قد تعصف بالعملية السلمية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجراه في القاهره مساء أول من أمس مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، أوضح خلاله مبادرته التي أطلقها من أجل إنجاز المصالحة وتشكيل حكومة تكنوقراط بتوافق وطني تلبي مطالب الجماهير، لافتاً الى دعم عربي وإسلامي ودولي لهذه المبادرة، لكن «المشكلة أننا لم نتلق بعد رداً رسمياً من حركة حماس في خصوصها»، موضحاً ان «مهمة هذه المبادرة تثبيت موعد للانتخابات وأن تتولى هذه الحكومة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة». ورأى عباس أن إنهاء الانقسام مصلحة وطنية فلسطينية عليا ويجب إنهاؤه، مشيراً الى أن إسرائيل تتخذ من الانقسام حجة وتستخدمه ذريعة كي تقول «مع من نتفاوض؟». وشدد على أنه قام بكل ما هو مطلوب لإنهاء الانقسام، مستنكراً بشدة الموقف العربي الذي يشبه موقف الصليب الأحمر، منتقداً الخطاب العربي الذي يقول «على الفلسطينيين أن يتفقوا»، وناشد العرب أن يقولوا الحقيقة ويحددوا صراحة الطرف الذي يعوق المصالحة الفلسطينية. وطالب بضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لأنها تقوي الموقف الفلسطيني أمام الإسرائيليين. وجدد رفضه العودة الى الحوار مع «حماس» بعدما تمت مناقشة كل القضايا، معتبراً أن حل الأزمة الداخلية يكمن في تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات وطنية لإعادة إعمار غزة وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسة وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، مذكراً بأنه أجّل الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة لإعطاء دفعة للمصالحة وكي لا يفسر من البعض على أنه تعطيل للمصالحة. وجدد عباس تأكيده عدم رغبته الاستمرار في السلطة، وقال: «لا أنوي ترشيح نفسي (لانتخابات رئاسية)». وحذر عباس من ان مواقف الحكومة الإسرائيلية قد تعصف بالعملية السلمية، معتبراً أن كل ما تقوم به إسرائيل من أعمال توسعية غير قانونية ومرفوضة، ولفت الى أن استمرار الاستيطان يظهر حقيقة نيات الجانب الإسرائيلي. وأوضح أن طريق السلام والاستيطان لا يلتقيان، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه لا يريد السلام «وعلى رغم ذلك لن يتملكني اليأس سواء على صعيد إنهاء الاحتلال وإحلال السلام، أو على صعيد إنهاء الانقسام الفلسطيني». وجدد عباس رفضه الانتفاضة المسلحة، مستعرضاً أهمية التحرك الشعبي المناوئ للاستيطان والجدار في مختلف قرى الضفة الغربية، وقال إن «استخدام السلاح وإطلاق الرصاص تكون نتيجتهما تدمير كل ما بنيناه». واكد رفضه فكرة إعلان الدولة الفلسطينية في شكل أحادي، لأن ذلك يشكل قفزة في الهواء وخطوة غير محسوبة.