أعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في العراق أن «داعش» لجأ إلى صحراء الأنبار متخذاً سهولها ووديانها ملاذات جديدة، بعد خسارته المدن، ودعت إلى اتخاذ إجراءات جديدة لحماية الصحراء، في وقت تتقدم قوات الجيش بحذر نحو قضاء راوة. وخسر «داعش» على مدى العامين الماضيين المدن الرئيسية التي كان يسيطر عليها في الأنبار (الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة والقائم وعانة)، وتفيد معلومات بأن مسلحيه نقلوا ترسانتهم إلى الصحراء الشاسعة في المحافظة المعروفة باسم «الجزيرة»، وترتبط بمحافظات صلاح الدين غرباً، ونينوى شمالاً، والحدود السورية شرقاً. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النائب اسكندر وتوت ل «الحياة»، إن «القضاء على داعش في شكل نهائي مرتبط بحماية الصحراء، حيث انتقل مسلحوه بعدما خسروا مراكز المدن». وأضاف أن «التنظيم بدأ بعد خسارته الموصل اتخاذ السهول والوديان في الصحراء ملاذات جديدة بعدما حفر سلسلة أنفاق لإخفاء ترسانته». وتابع أن «حماية الصحراء مهمة صعبة تحتاج إلى قوات عسكرية كبيرة لتمشيطها، مدعومة بطائرات الهليكوبتر، وبقاء الإرهابيين فيها يعرض مدن الأنبار وصلاح الدين ونينوى لأخطار كبيرة». وكان الجيش الأميركي نشر 40 ألف جندي في الأنبار، مدعومين بثلاثة أسراب من طائرات «أباتشي» لمراقبة الصحراء، وبعد انسحابه من المحافظة لم تنجح الحكومة في ملء الفراغ، ما أفسح المجال لتسلل الإرهابيين واتخاذ الوديان. وتواصل قوات مشتركة من الجيش ومقاتلي العشائر حملة لاستعادة قضاء راوة المطل على صحراء الأنبار، وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة نعيم الكعود تحرير أربع قرى هي: العجامية والبلالية والصمة والبيضة.