تجنّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التطرّق علناً إلى اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في الفيليبين، مشيداً ب «حفاوة استثنائية» لقيها من نظيره الفيليبيني رودريغو دوتيرتي. وتثير «حرب على المخدرات» يشنّها دوتيرتي انتقادات دولية، علماً أنه انتُخب رئيساً للفيليبين العام الماضي بعد تعهده القضاء على تهريب المخدرات، عبر قتل مئة الف مهرّب ومدمن. ومنذ تسلّمه الحكم قبل 16 شهراً، أعلنت الشرطة الفيليبينية أنها قتلت 3967 شخصاً، فيما قتل مجهولون 2290 مشبوهاً في ملفات مخدرات. كما تفيد أرقام الشرطة بمقتل آلاف في ظروف غامضة. وقبل عام، ألغى الرئيس الأميركي السابق أوباما اجتماعاً مع دوتيرتي على هامش قمة ل «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) عُقدت في لاوس، بعدما وجّه نظيره الفيليبيني آنذاك إهانات شخصية إليه. لكن ترامب ودوتيرتي بديا مرتاحين، خلال أول لقاء بينهما، وتجاهلا الأسئلة المرتبطة بحقوق الإنسان. وقال الرئيس الأميركي: «لدينا علاقات رائعة. في الفيليبين يتبدل الطقس دائماً ليصبح جميلاً في نهاية الأمر». وخاطب دوتيرتي قائلاً: «رودريغو، أريد أن أشكرك على حفاوتك الاستثنائية». والتزم ترامب الصمت، بعد سؤال عن حقوق الإنسان، فيما قال دوتيرتي: «هذا ليس مؤتمراً صحافياً، إنه لقاء ثنائي». وغادر الصحافيون القاعة بعد ذلك. وأكد ناطق باسم دوتيرتي أن «مسألة حقوق الإنسان لم تُطرح» خلال الاجتماع. وأضاف أن الرئيس الفيليبيني شرح في شكل مفصل لترامب السياسة التي ينتهجها في الحرب على المخدرات، مضيفاً أن الرئيس الأميركي «بدا مقدراً لجهود» دوتيرتي في هذا الصدد. ووصف علاقتهما ب «دافئة وودودة وصريحة»، وزاد أن «الرئيس ترامب أكد خصوصاً أنه كان دائماً صديقاً لإدارة دوتيرتي، خلافاً لسلفه» باراك أوباما، مضيفاً أن ملف التبادل التجاري بين البلدين شغل حيزاً كبيراً من المحادثات. وكانت ناطقة باسم البيت الأبيض أعلنت أن الرئيسين تطرّقا خلال لقائهما إلى «مسألة حقوق الإنسان، في شكل موجز في سياق الحديث عن الحرب التي تشنّها الفيليبين على المخدرات غير المشروعة». وقبل ساعات من اجتماعهما، أثارت الصورة الجماعية التقليدية لقمة «آسيان» سخرية. وكان يُفترض أن يشبك ترامب ذراعيه ويمسك بأيدي الرجلين الواقفين على جانبيه. لكنه أمسك بيديه الاثنتين يد رئيس الوزراء الفيتنامي، فيما كان دوتيرتي ينتظر، قبل تصحيح الوضع. وتستعد الصين ودول «آسيان» لإعلان «مدوّنة سلوك» في شأن بحر الصينالجنوبي، تشدد بكين على ضرورة ألا تتضمن التزاماً قانونياً. واستبقت هانوي وبكين ذلك، إذ تعهدتا تجنّب النزاعات في البحر، في ختام زيارة للرئيس الصيني شي جينبيغ إلى فيتنام. ووَرَدَ في إعلان مشترك صدر في ختام الزيارة أن الطرفين أعربا عن توافقهما على «ألا يتخذا مبادرة يمكن أن تؤدي إلى تعقيد النزاع»، وأكدا تمسكهما ب «حفظ السلام والاستقرار في بحر الصينالجنوبي». وبدا أن بكين استاءت من استخدام ترامب مصطلح منطقة «المحيطين الهندي والهادئ» خلال جولته الآسيوية، علماً أنه يشير إلى منطقة أوسع نطاقاً تحكمها الديموقراطية ويشكّل بديلاً لمصطلح منطقة «آسيا- المحيط الهادئ» الذي يعني أحياناً الصين طرفاً أساسياً. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية: «يمكن أن يضع جميع الأطراف خططهم ومواقفهم الخاصة في شأن دعم التعاون الإقليمي. لكننا نأمل بأن تتفق هذه الخطط والمواقف مع هذا الاتجاه السائد وتسايره، وأن تكون منفتحة وشاملة بما يفيد دعم التعاون الذي يحقق مكاسب لجميع الأطراف، مع تجنّب إجراءات مسيّسة وإقصائية».