استبدل الجيش في ميانمار الجنرال ماونغ ماونغ، المسؤول عن ولاية راخين (غرب)، حيث تسببت عملية عسكرية لمكافحة التمرد أطلقت في 25 آب (اغسطس) الماضي بفرار أكثر من 600 ألف من أقلية مسلمي الروهينغا إلى بنغلادش. ولم يوضح الجيش سبب الإجراء مكتفياً بإعلان ان الجنرال ماونغ «لم يُنقل إلى أي منصب حالياً»، وتعيين الجنرال سو تينت ناينغ بدلاً منه. جاء ذلك قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الى رانغون من اجل لقاء رئيسة الوزراء في ميانمار أونغ سان سو تشي وقائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ. ويتوقع أن يتبنى تيلرسون لهجة حازمة مع القادة العسكريين في ميانمار الذين حمّلهم مسؤولية الأزمة التي تواجه الروهينغا، على رغم انه ليس واضحاً طبيعة الخطوات التي قد تتخذها الولاياتالمتحدة في ظل محاولتها تعزيز ضغوطها بحذر على جيش ميانمار من اجل تجنب أن تدفع حكومة سو تشي المدنية الثمن. وكانت واشنطن رحبت بالتزام سو تشي السماح بعودة آمنة للاجئين. لكن أعضاء في الكونغرس الأميركي طالبوا بفرض عقوبات تحد من التعاون العسكري مع ميانمار، وتمنع أفراد جيشها من دخول الأراضي الأميركية، وهم يدرسون مشروع قانون لحظر استيراد أحجار كريمة من الدولة. ورأى جوشوا كورلانتزك من مجلس العلاقات الدولية الذي يتخذ من نيويورك مقراً أن «مشروع القانون يشكل خطوة أولى مهمة على رغم انها تأتي متأخرة من اجل دفع جيش ميانمار الى إنهاء العنف في ولاية راخين. كما يجب ان تتحرك وزارات». أما المؤرخ ثانت مينت يو، فحذر من النتائج العكسية للعقوبات على ميانمار، «لأنها قللت سابقاً فرص نجاح أي تحول إلى الديموقراطية في الماضي، ورسخت الانعزالية التي شكلت لبّ كل مشاكل ميانمار». وأعلنت ساره مارغون من منظمة «هيومن رايتس ووتش» ان الإدانات الأولية للولايات المتحدة «كانت ضرورية، قبل ان تتوقف ويحصل تحرك ضئيل جداً»، لكنها أقرّت بأن «ميانمار في وضع صعب وحساس جداً، والحكومة المدنية ليست الطرف الذي يرتكب الفظائع أو المسؤول عن التطهير العرقي». في موقف فردي بارز من العنف في راخين، أعاد الموسيقي الإرلندي والناشط في مجال مكافحة الفقر بوب غيلدوف جائزة الحرية التي منحتها له مدينة دبلن عام 2005، والتي مُنحت سابقاً أيضاً لزعيمة ميانمار سو تشي. وقال: أنا من أهالي دبلن المعتزين بكرامتهم، ولا يسمح ضميري بأن أستمر ضمن المجموعة القليلة التي شرُفت بهذه الجائزة إذا ظلت سو تشي المشاركة في إبادة عرقية ضمنها». وكانت سو تشي قيد الإقامة الجبرية حين مُنحت جائزة دبلن للحرية عام 1999، وتسلمت جائزتها في استقبال عام في إرلندا عام 2012 بعد عامين من إطلاقها. وهي جُردت الشهر الماضي من جائزة مماثلة منحتها لها جامعة أوكسفورد البريطانية. وبين الأجانب الحاصلين على جائزة دبلن للحرية منذ بدء منحها عام 1876 جون كيندي ونيلسون مانديلا وميخائيل غورباتشوف.