دعا خبير مختص في شؤون التأمين الصحي والدراسات الصحية إلى ضرورة إنشاء صناديق حكومية للتأمين الصحي على المواطنين في المملكة، وعدم التأمين عليهم من شركات الوساطة الموجودة حالياً في السوق السعودية. وأوضح استشاري الإدارة الصحية والمشرف العام على الضمان الصحي في وزارة الصحة الدكتور رضا خليل في تصريح ل«الحياة» أمس، أن التجارب العالمية الناجحة في التأمين الصحي على المواطنين كانت على شكل صناديق حكومية واجتماعية أو خليط بين الاثنين، «بحيث تؤدي هذه الصناديق دور الوسيط بين المؤمّن عليه ومقدم الخدمة سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، شرط أن لا تهدف إلى الربح، وإنما تعمل على أسس اقتصادية ومهنية بعيداً عن البيروقراطية الإدارية». واعتبر التأمين الصحي من الصناعات المعقدة، «نظراً لتعدد أطرافها وتشابك المصالح فيها، فالتأمين الصحي يقوم على ثلاثة أطراف رئيسية هي المعنيين أي المؤمّن عليهم، ومقدم الخدمة سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، والوسيط الذي يجمع بينهما»، مضيفاً أن شركات التأمين الصحي تبحث في المقام الأول والأخير عن الربح المادي سواء كان على حساب المريض أو مقدم الخدمة. إلى ذلك، يفتتح وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة غداً (الأحد) مؤتمر التأمين الصحي «آفاق وخيارات» في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وسيستعرض المؤتمر واقع وخصائص النظام الصحي السعودي والرؤية المستقبلية لوزارة الصحة، فيما يهدف إلى تقديم مفاهيم علمية لتوفير الرعاية الصحية المبنية على الحقائق، وكذا تبادل المعرفة والتجارب المحلية والعالمية للتأمين والخدمات الصحية، إضافة إلى ابتكار وتطوير حلول مستدامة لنظم تمويل الرعاية الصحية في المملكة. ويشهد المؤتمر مشاركة عدد كبير من المختصين والمهتمين بالشأن الصحي، إضافة إلى 12 متحدثاً من دول أوروبية وأميركا وجنوب أفريقيا، فيما سيتم استعراض تجارب كندا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في التأمين الصحي. ويناقش الخبراء والمختصون في مجال التأمين الصحي التعاوني خلال جلسات المؤتمر تجارب التأمين الصحي الوطنية والإقليمية والدولية، إذ ستعقد الجلسات بمشاركة مختصين في مجال التأمين من الكفاءات الصحية الحكومية والأهلية والجامعات السعودية والمجلس الاستشاري العالمي لوزارة الصحة، ووكيل وزارة الصحة بجمهورية ألمانيا الاتحادية ستيفان كابفيرير، إضافة إلى خبراء من البنك الدولي. وسيخصص اليوم الأول من المؤتمر لمناقشة بحث الرعاية الصحية والتمويل في المملكة، إذ ستتضمن الجلسات مقدمة عن أنظمة الرعاية الصحية ونماذج التمويل العالمية، إضافة إلى تاريخ التأمين الصحي في المملكة ونماذجه وأدائه، وكذا استعراض أثر التأمين على المؤشرات الرئيسية مثل الجودة والكلفة وإرضاء المرضى، مع الإطلاع على تجارب شركات التأمين ومقدمي خدمات الرعاية الصحية من القطاع الخاص، إضافة إلى بحث التحديات والفرص المتاحة للتأمين الصحي في المملكة.