عاد الملف الحكومي اللبناني الى الواجهة بقوة بعد الحديث عن تقدم في عملية التأليف. واعتبر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا ايخهورست، أن التكتلات السياسية التي تشكل الحكومة أكدت أنها «مجتمعة على مصالح لأن الصراع القائم على الوزارات لا يحصل في الدول التي تحترم نفسها». وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي أنه «تم الاتفاق على صيغة حكومية»، كاشفاً أن «النقاش بدأ في الساعات القليلة الماضية حول الحقائب والأسماء بين المعنيين»، مشدداً على «وجوب أن يبنى على هذا التقدم النوعي لإنجاز التشكيلة الحكومية». ولفت العريضي في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» إلى أنه «شخصياً ليس مقتنعاً بأي تبرير أعطي للتأخير في موضوع تشكيل الحكومة»، مشيراً إلى أن «الفريق المعني بالتأليف يظهر وكأنه لا يثق ببعضه وكأنه أكثر من فريق وكأنه يخوض معركة المحاصصة بين بعضه بعضاً أو كأنه يريد خوض سياسة التنازع على حقائب». واعتبر عضو كتلة «لبنان أولاً» النائب تمام سلام أن «البلد يمر بظروف صعبة بسبب التعثر في المسيرة السياسية التي يتجسد قسم كبير منها في مسألة تأليف الحكومة»، وقال بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في بيت الوسط: «نعم الرئيس المكلف هو رئيس لجميع اللبنانيين وليس رئيساً لفئة أو مع فئة ضد أخرى. لا يمكن إلباس الرئيس المكلف لباس قوة سياسية أو قوتين أو ثلاثة، والادعاء أن الحكومة التي ستتألف ستكون حكومة كل اللبنانيين ومن أجل كل اللبنانيين. أية حكومة بعد الطائف وفي ظل الدستور والظروف الحاضرة، إذا لم تكن جامعة ولم تكن حكومة للوحدة الوطنية، فالخلل يقع، وعدم التوازن يقع، والمشاكل تقع»، لافتاً في هذا الإطار، الى أن «الانتصار يجب أن يتجسد في حكومة توافق ووحدة وطنية من أجل كل لبنان». وانتقد رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان «الأداء الذي يتم فيه التعاطي من قبل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في مسألة تشكيل الحكومة المقبلة»، معتبراً أن «هذه الطريقة غير مقبولة وإذا ما استمر على هذا النحو نرى أن تشكيل الحكومة سيكون معقداً إذا لم نقل مستحيلاً على أمل أن يتم التغيير في هذا التعاطي بكل مسؤولية». وشدد ارسلان خلال استقباله وفوداً شعبية وفعاليات سياسية ودينية في حاصبيا على أن «تأليف الحكومة لا يتم لا بالتسويف ولا بالقرصنة». وطالب ارسلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن «يضع حداً لهذه المسألة حيث أن التمييز لم يعد طائفياً أو مذهبياً بل بات تمييزاً عنصرياً ونحن كدروز لا نقبل به إطلاقاً».