اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، أن المطروح في ليبيا الآن هو معرفة شروط رحيل العقيد معمر القذافي. وقال إن «المسألة المطروحة اليوم هي معرفة الشروط التي سيرحل بها القذافي وليس كيف سيبقى في الحكم، أعتقد أنها أول نقطة مسجَّلة». وكشف أن مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا ستعقد اجتماعاً في الدوحة الأربعاء المقبل. وأضاف خلال جلسة استماع في البرلمان أمس: «فضلاً عن حماية المدنيين في بنغازي خصوصاً، لقد توصلنا إلى زعزعة استقرار القذافي... القذافي فقد صدقيته، وأدى استخدامُه القوةَ (ضد شعبه) إلى المطالبة برحيله»، مُقِرّاً بوجود خلافات مع دول أوروبية أخرى في شأن طريقة تنحيه. وتابع أن «بعض شركائنا يرون أن العقوبات تكفي، وهناك اختلاف في شأن هذه النقطة». وأقرّ بأنه «في قرار الأممالمتحدة» وفي الإطار الذي يندرج فيه تدخل التحالف الدولي، «ليس وارداً أننا نريد التخلص من القذافي». غير أنه أضاف أن هذا الخيار يبدو مَخرجاً لا مناص منه للأزمة الراهنة، كما ترى فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقلل من المخاوف من سيطرة تنظيم «القاعدة» على مقاليد الأمور في ليبيا في حال إطاحة القذافي، قائلاً: «عندما أسمع أنه ينبغي الحذر من احتمال اختراق المجلس الوطني الليبي من قبل إسلاميين وعناصر إرهابية، فإن ذلك يذكرني بما كان يقال في عهد كل من الرئيسين السابقين حسني مبارك وزين العابدين بن علي، من أنهما أفضل عائق في وجه الإسلاميين». لكنه اعترف بأن «النهج المتَّبَع من قبل فرنسا ينطوي على مجازفة»، قبل أن يذكِّر بأن «الأنظمة الديكتاتورية لا تمثل مجازفات على المدى القصير، لكنها تؤدي حتماً إلى الكارثة في وقت أو آخر». وقال: «نحن منسجمون مع أنفسنا... ما نحاول القيام به هو جمع المجلس الوطني الانتقالي مع شخصيات من نوعية جيدة، وكون بعض هذه الشخصيات شغلت مناصب وزارية لدى القذافي لا يعني أنها من دون صدقية». واعتبر أنه «ينبغي إشراك هذه الشخصيات وسواها من المجتمع المدني... الصعوبة الرئيسة اليوم تكمن في معرفة مَن في طرابلس مستعد للالتزام في مسار ديموقراطي وليس ترميم النظام السابق بحلة مختلفة». وشدد على أن «الكل يرى أن القذافي فقد شرعيته»، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي لديه أعضاء في طرابلس لم يعلن أسماءهم لأسباب أمنية. وعن مخاطر تقسيم ليبيا، قال: «هذا احتمال، لكن كل ما يجري القيام به يهدف للحؤول دون ذلك». ورداً على سؤال عن أسباب عدم التعامل بالطريقة نفسها مع الاعتداءات على المدنيين في سورية، قال جوبيه: «أَدَنّا بوضوح كل العنف ضد الشعوب والتظاهرات، ولم يعد في الإمكان اليوم قمع التظاهرات الشعبية بالسلاح الثقيل وغير الثقيل». ورأى أن «هذا النوع من المشاكل يُحَلّ بالحوار والنقاش والإصلاح، وسبق أن عبّرتُ عن خيبة أملي إزاء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يبدُ لي إصلاحياً أو من شأنه أن يهدئ التوترات».