«سنجلب أي لاعب يحتاج إليه الفريق» العبارة التي لم يتوقف رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي عن ترديدها منذ توليه مهام الرئاسة في النادي العاصمي، تحولت هذا الموسم إلى واقع لا يقبل الجدل، إذ انطلقت رحلة التعاقدات النصراوية منذ خمسة أعوام لتزداد كثافة مساراتها مع كل عام حتى بلغت أوجها في الموسم الماضي وصولاً إلى الإعداد للموسم المقبل، حتى بات «لبطل الدوري» فريقان بأسماء لا تختلف مستويات أصحابها كثيراً، الأمر الذي يدخل السرور إلى نفوس مشجعي «العالمي». في المقابل يرى بعض المتشائمين أن وفرة الأسماء ربما تقود بطبيعة الحال إلى حرمان كثير من الوافدين الجدد من فرص المشاركة بصفة أساسية، ما يعني فقدانهم حساسية المباريات، وبالتالي غياب القدرة على الظهور بالمستوى المعهود عنهم مع أنديتهم السابقة. النصر الذي يعود في الموسم المقبل للمشاركة في المحفل القاري الكبير دوري أبطال آسيا، لن يبدو نصراً عادياً كما ظهر في الأعوام الماضية، حين يخوض السباق بصفته حاملاً للقب الدوري وكأس ولي العهد، ليبحث هذه المرة عن معانقة الحلم «الآسيوي» فقط، كل ذلك سيتطلب فريقاً قادراً على المنافسة بأكبر قدر من اللاعبين. لكن «العالمي» ذهب إلى أبعد من ذلك حين وافرت إدارته فريقاً أول كاملاً يقابله ثانٍ لا يقل عنه في الإمكانات، ما يمكن أن يضع مدربه الإسباني كانيدا إما في أجمل الأوضاع الفنية، وإما أكثرها صعوبة، الخيارات لدى كانيدا تتمثل في فريق أساسي من المرجح أن يتكون عناصره ال11 من الحارس عبدالله العنزي، يقف أمامه القائد حسين عبدالغني، مع عمر هوساوي، والبحريني محمد حسين، والذي مدد عقده أخيراً خالد الغامدي، يليهم في خط المنتصف إبراهيم غالب وشايع شراحيلي، علاوة على لاعبين من هوية أجنبية لم تتحدد حتى الآن، إضافة إلى هداف الفريق محمد السهلاوي ومحترف أجنبي في خط الهجوم، خيارات العناصر الأجنبية تأتي بحسب تصريحات رئيس النصر ومدرب فريقه في مؤتمر صحافي أكدا خلاله اتفاقهما على التعاقد مع ثلاثة أجانب، أحدهم يجيد اللعب على الأطراف، وآخر يشغل خانة الوسط المتقدم، على أن يكمل عقدهم مهاجم. وبالعودة إلى التشكيلات فإن خليفة كارينيو سيجد أمامه صفاً ثانياً يتكون من حامي العرين عبدالله الشمري، وكل من إبراهيم الزبيدي إلى جانب علي الخيبري وجمعان الدوسري برفقة كامل المر، إضافة إلى الوافدين الجدد عبدالعزيز الجبرين وأحمد الفريدي، يساندهم عوض خميس، ويحيى الشهري صانعاً للألعاب، وفي خط المقدم سيوجد حسن الراهب، ومن خلفه عبدالرحيم جيزاوي. وعلى رغم اكتمال الصفوف النصراوية التي تبدو جاهزة للمشاركة في مناسبتين في آن واحد، فإنه يتبقى أمام مديره الفني ومدرب الاتحاد السابق خيارات أخرى ربما لا تجد مكاناً في الصف الثاني قبل الأول، إذ يقف ستة عناصر بانتظار الفرصة، يتقدمهم الحارس بدر الدعيع والمدافع محمد عيد ولاعبا خط الوسط أيمن فتيني وخالد الزيلعي، وعبدالمحسن عسيري، إضافة إلى المهاجم ربيع السفياني. جديد «العالمي» هذا الموسم أربع تعاقدات بدأتها الإدارة بانتداب المدرب كانيدا عوضاً عن المرتحل كارينيو، وأحمد الفريدي القادم من الاتحاد، و«الصفقة القضية» التي أصبح على إثرها لاعب الرائد عبدالعزيز الجبرين نصراوياً، وأخيراً مدافع العروبة علي الخيبري الذي بدأت تتعالى الأصوات بعد انتقاله إلى النصر مطالبة إدارة فيصل بن تركي بالتريث في التعاقدات، وتحديداً في الصفقات الأخيرة، إذ يشغل الفريدي مركز صناعة اللعب المزدحم بوجود يحيى الشهري إضافة إلى لاعب أجنبي لم تتحدد هويته والمنتدب الجديد أيضاً الجبرين الذي يلعب في خانة محور الارتكاز، وهي التي شهدت بروز اللاعب شايع شراحيلي في الموسم الماضي برفقة الثنائي إبراهيم غالب وعوض خميس ومن بعدهم أيمن فتيني، أما علي الخيبري فانضم إلى «الفريق الأصفر» بعد أن مدد الأخير عقد مدافعه المخضرم البحريني محمد حسين، كما أنه أبقى على عمر هوساوي مدة خمسة أعوام مقبلة، مع وجود الثنائي جمعان الدوسري، ومحمد عيد، فكيف للثلاثي الجديد أن يحظى بفرصة المشاركة الأساسية؟