وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية مساء أمس لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي عقده أمس في دبي إنه سيبحث خلال زيارته ملفات إيران واليمن ولبنان. وأضاف أن من الضروري العمل مع السعودية من أجل استقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب، بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين المملكة وفرنسا. وقال: «من المهم التحدث إلى الجميع»، لافتاً إلى أن فرنسا تضطلع بدور «من أجل بناء السلام». وبشأن الوضع في لبنان قال ماكرون: «سأؤكد أيضاً على أهمية الوحدة والاستقرار في لبنان»، مضيفاً أنه أجرى اتصالات غير رسمية مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري. وفي ما يتعلق بإيران، كرر ماكرون تأكيد رغبته في الإبقاء على الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015، لكنه قال إنه يشعر «بقلق شديد» من برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأثار احتمالات فرض عقوبات على طهران في ما يتعلق بتلك الأنشطة. وفي نيويورك، دان مجلس الأمن بقوة محاولة الاعتداء الصاروخي على الرياض، وأكد أن مد تحالف الحوثي– صالح بالأسلحة يتعارض مع القرارات الدولية ويجب أن يتوقف، كما وجهت السعودية رسالة رسمية إلى المجلس دعته إلى «التحرك الضروري رداً على التهديد الإرهابي الإيراني». وطالبت السعودية مجلس الأمن بالقيام «بتحرك ضروري لمحاسبة النظام الإيراني على انتهاكاته المستمرة لقرارات المجلس وتهديد أمن المملكة والمنطقة والعالم بالعنف والإرهاب» (للمزيد). ووجه المندوب الدائم للمملكة في الأممالمتحدة عبدالله المعلمي رسالة رسمية إلى المجلس أبلغه فيها «باستمرار الأعمال العسكرية العدائية ضد المملكة من جانب ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفائهم، بما فيها إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع بشكل عشوائي على الرياض، في خرق فاضح للقانون الدولي، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب». وأكد أن المملكة «تتخذ الإجراءات المناسبة للرد على هذه الأعمال الإرهابية ورد الأعمال العدائية من ميليشيات الحوثي- صالح الإرهابية الممولة خارجياً، وحماية أمن المملكة وسلامتها وفق ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي». وأضاف أن المملكة أكدت من خلال معاينة حطام الصواريخ التي أطلقت في 4 الشهر الحالي و22 تموز (يوليو) الماضي «دور النظام الإيراني في تصنيعها»، وهو ما يعد «انتهاكاً صارخاً» لقرارات مجلس الأمن. وحمّل المعلمي الحوثيين وحلفاءهم مسؤولية وصول الحالة الإنسانية في اليمن إلى الأزمة الراهنة وعرقلة الحل السياسي نتيجةَ ممارستهم العنف ورفض «العودة إلى الشرعية والتقيد بقرارات مجلس الأمن». كما دعا الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة الأعمال الإرهابية التي يرتكبها الحوثيون وحلفاؤهم «واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد إيران بسبب مواصلتها دعم ومساعدة ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في جرائمها الإرهابية وتهديدها الأمن والسلم الإقليميين والدوليين». ميدانياً، أحرز الجيش اليمني تقدماً جديداً في جبهة نهم، شرق صنعاء، وقال الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني، العقيد عبدالله الشندقي، إن الجيش «فرض سيطرته على جبال العارضة والجبل الأسود والتبة الخضراء وجبل الركاب والفقية وجربة ملح». وأكد مقتل 17 من عناصر الميليشيات وجرح العشرات في المعارك المتواصلة منذ فجر أمس (الخميس)، وأضاف أن ميليشيات الحوثي وصالح تواجه انهياراً كبيراً في صفوفها وفرار مقاتلين منها باتجاه نقيل ابن غيلان الواقع في نقطة التماس بين مديريتي نهم وبني حشيش التابعتين لمحافظة صنعاء. وفي غضون ذلك، دمرت مقاتلات التحالف العربي تعزيزات للميليشيات الانقلابية مكونة من خمس عربات عسكرية وثلاث مدرعات نوع «بي أم بي». من جهته، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، أن إيران تعرقل «تحقيق السلام في اليمن وتستخدم الحوثيين أداة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة». كما أعرب نائب رئيس لجنة شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي سيلفاتوري شيكو الذي التقى الأرياني في بروكسيل عن قلقه من تزايد أعمال الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات ضد حقوق الإنسان وجدد موقف الاتحاد الأوروبي الداعم للشرعية اليمنية.