دعا مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، يان إيغلاند، إلى إجلاء 400 ألف شخص محاصرين في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق يواجهون «كارثة كاملة»، نظراً لمنع وصول المساعدات الإنسانية، مضيفاً أن مئات الأشخاص في حاجة إلى إجلاء طبّي عاجل. وأضاف للصحافيين أمس في جنيف، بعد اجتماع بشأن مهام الأممالمتحدة الإنسانية في سورية، أن سبعة مرضى توفوا بالفعل لعدم إجلائهم من الغوطة الشرقية، وأن 29 آخرين على شفا الموت بينهم 18 طفلاً، جرّاء الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013. وتابع إيغلاند: «قدّمنا تقريراً شديد القتامة من جانب الأممالمتحدة. أشعر وكأننا نعود الآن إلى بعض أسوأ أيام الصراع مجدداً... الخوف أننا نعود الآن إلى مدنيين محاصرين وسط تبادل لإطلاق النار في العديد من المحافظات في وقت واحد». وزاد: «الوضع في الغوطة أسوأ منه في أي مكان آخر»، موضحاً أن المنطقة الواقعة إلى الشرق من دمشق «مغلقة بالكامل» منذ أيلول (سبتمبر)، ولا يُسمح لقوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والتي تمثل شريان الحياة الوحيد، بالدخول إلى المنطقة. وتابع: «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو. إذا تمكنّا من توصيل نسبة ضئيلة فقط من المطلوب سنواجه كارثة كاملة»، محذراً من أن هناك أعداداً متزايدة من الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد، وهو ما يعني أنهم قريبون جداً من الموت». ودعا الجيش السوري وفصائل المعارضة إلى تطبيق «وقف إطلاق نار الآن» في هذه المنطقة بهدف تسهيل عمليات الإجلاء الطبية. وقال إيغلاند إن مئات المرضى «متواجدون حالياً في عيادات وملاجئ ومستشفيات ميدانية في المدن والقرى المحاصرة في الغوطة الشرقية»، بينهم العديد من الجرحى وإصابتهم خطرة وكذلك أطفال يعانون من سوء تغذية حاد، خصوصاً لأن أمهاتهم «ضعيفات إلى حد لم يعد بإمكانهن الإرضاع». وأضاف: «يجب إجلاؤهم» من الغوطة الشرقية، التي تشكل واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار (مايو) في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وتراجعت وتيرة القصف على دمشق والغوطة الشرقية مع بدء سريان اتفاق خفض التوتر عملياً في الغوطة في تموز (يوليو)، ونتيجة اتفاقات عدة مع الحكومة السورية تم بموجبها إجلاء آلاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط العاصمة ومن أحياء عند أطرافها. لكن المساعدات الإنسانية لا تصلها إلا بكميات قليلة جداً، وتتطلب تصريحاً من النظام فيما سجلت فيها مئات حالات سوء التغذية الشديد في الأسابيع الماضية. وقال إيغلاند إن الأممالمتحدة تحاول منذ أيار القيام بعملية إجلاء طبية واسعة النطاق، لكن حتى الآن لم يتسن إجلاء سوى نحو عشرة مرضى. في موازاة ذلك، قصفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في حي جوبر الدمشقي، بالأطراف الشرقية للعاصمة، ما تسبب بوقوع أضرار مادية. وسقطت قذيفة على منطقة في الطريق الواصل بين بلدتي عين ترما وحزة، بالغوطة الشرقية، وذلك في استمرار القصف على شرق دمشق وغوطتها الشرقية. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، تجدد قصف قوات النظام غوطة دمشقالشرقية، حيث طال بقذيفة مدفعية منطقة في مدينة حرستا، التي يسيطر عليها «لواء فجر الأمة». وجاء تجدد القصف بعد قصف مكثف طال الغوطة الشرقية أول من أمس. وسقطت قذيفتا هاون على مناطق في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية أطلقتها قوات النظام، ليرتفع إلى 3 عدد القذائف التي استهدفت المدينة أمس.