خضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس، للتحقيق الجنائي أمام وحدة التحقيق الخاصة في الشرطة (لاهَف) في ملفين يتعلقان بشبهات فساد مالي وخيانة الثقة وتلقي امتيازات غير قانونية، وذلك للمرة الخامسة على التوالي، لكن من دون أن يُعلن ما إذا تم التحقيق معه في ملف ثالث يتعلق بتلقي كبار معاونيه رشاوى مالية كبيرة لقاء صفقة شراء غواصات من ألمانيا. ويأتي التحقيق غداة تصديق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يمنع الشرطة من تقديم توصيات للمستشار القضائي بعد إنهاء تحقيقاتها في ملفات جنائية، وقبل ساعات من انتقادات شديدة اللهجة من محاميه حتى الأمس القريب حول حياته الباذخة وأن «نقطة ضعفه» الأبرز هي أمام أصحاب المال. وتوقعت وسائل الإعلام العبرية أن تكون الشرطة قامت بمواجهة نتانياهو مع إفادات جديدة قدمها متورطون في الملفين منذ التحقيق الأخير مع نتانياهو قبل ثمانية أشهر، بعضهم تحول إلى «شاهد ملك»، منها إفادة أحد أبرز أصدقائه الأميركيين البليونير أرنون ميلشين التي جبتها الشرطة منه في لندن قبل شهرين. وتنسب الشرطة إلى نتانياهو أنه تلقى من ميلشن ومتمولين أجانب آخرين سجائر فاخرة ومشروبات كحولية ومجوهرات لزوجته مجاناً قيمتها أكثر من مئة ألف دولار، في مقابل قيام نتانياهو بمساعدة ميلشن، ربما عبر السفير الإسرائيلي في واشنطن ومن خلال توجهه شخصياً إلى وزير الخارجية الأميركية السابق جون كيري، لمساعدة ميلشين بتلقي تأشيرة دخول للولايات المتحدة ومساعدته أيضاً في أن يكون شريكاً في محطات تلفزة إسرائيلية. ومن المفترض أن تكون الشرطة واجهت نتانياهو بإفادات حول هذا الملف قدمها مدير طاقم مكتبه سابقاً آري هارو الذي تحول إلى «شاهد ملك». كذلك حول اللقاءات التي عقدها نتانياهو مع مالك صحيفة «يديعوت أحرونوت» نوني موزس فاوضه فيها على أن تغير الصحيفة موقفها المناوئ من رئيس الحكومة فتدعمه في مقابل قيام الأخير بإضعاف الصحيفة المنافسة «يسرائيل هيوم»، وهو ما أكده مالك الصحيفة البليونير الأميركي شيلدون اديلسون في إفادته أمام الشرطة. إلى ذلك، تم التحقيق في الأيام الأخيرة مع المستشار الخاص لرئيس الحكومة إسحاق مولخو في «قضية الغواصات الألمانية» التي تعتقد الشرطة أن الشخصيات الإسرائيلية التي أبرمتها مع الشركة الألمانية تلقت أموالاً طائلة كرشوة، بينهم محامي عائلة نتانياهو ديفيد شيمرون. ووفق صحيفة «هآرتس» فإن مولخو أبلغ الحكومة الألمانية أن نتانياهو لا يعارض بيع غواصات مماثلة لمصر. في غضون ذلك، واصلت أوساط نتانياهو شن هجوم على القائد العام للشرطة الجنرال روني ألْشيخ الذي سبق لنتانياهو أن اتهمه بأنه لا يمنع تسريبات الشرطة عن سير التحقيقات معه. ونجح النواب المؤيدون لنتانياهو في تمرير مشروع قانون جديد، بالقراءة التمهيدية مساء أول من أمس، يقضي بأنه مع إنهاء الشرطة تحقيقاتها في ملفات جنائية، لا يجوز لها تقديم توصيات للمدعي العام أو المستشار القضائي بتقديم المحقّق معه للمحاكمة من عدمه. ويرى أصحاب مشروع القانون أنه من خلال منع الشرطة من تقديم توصياتها تكون للمدعي العام حرية اتخاذ القرار المناسب من دون التأثر بتوصيات الشرطة. كما شنت أوساط نتانياهو هجوماً عنيفاً على المستشار الشخصي للمفتش العام للشرطة على خلفية دفاعه عن قائده. إلى ذلك، وجه المحامي السابق لعائلة رئيس الحكومة، يعقوب فاينروط، انتقادات لنتانياهو وزوجته على «حبهما المفرط للمال والهدايا» وحياة البذخ والبخل، وقال في مقابلة تلفزيونية إن نقطة ضعف نتانياهو الأبرز هي أمام أصحاب رؤوس الأموال. وأضاف أن نتانياهو لا يعرف ما هو سعر رغيف الخبز أو العلكة. وزاد أن «نتانياهو إنسان مستقيم، لكنه يعبد المال كعقيدة حياة».