أوقفت الشرطة التركية في أنقرة أمس 165 فرداً يُشتبه بارتباطهم بتنظيم «داعش»، في اطار عملية واسعة تطاول نحو 250 شخصاً. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن السلطات أصدرت مذكرات لتوقيف 245 شخصاً، يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، أوقف منهم 165، فيما تبحث الشرطة عن الآخرين في عملية يشارك فيها 1500 عنصر من وحدتَي مكافحة الإرهاب والاستخبارات في أنقرة. وأضافت الوكالة أن الشرطة دهمت 250 عنواناً في العاصمة، مشيرة الى ضبط وثائق متعلقة ب «داعش». وتابعت أن مشبوهين كانوا أعضاء في مجموعة محلية «يرعاها» التنظيم. وأشارت «الأناضول» الى توقيف 27 شخصاً، بينهم سوريون، في عملية أخرى ضد «داعش» في مدينة بورصة شمال غربي تركيا. وأضافت أن الشرطة صادرت وثائق ومواد مرتبطة بالتنظيم، خلال دهم منازل مشبوهين. وكانت الشرطة التركية أوقفت الشهر الماضي عشرات من المشبوهين بصلاتهم ب «داعش»، مرجّحة تخطيطهم لهجوم خلال عطلة وطنية. وشهدت تركيا هجمات وتفجيرات دموية، نُسبت الى التنظيم، بما في ذلك اعتداء ليلة رأس السنة في ملهى ليلي في إسطنبول، أوقع 39 قتيلاً. في بروكسيل، وقّع وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي إعلان نيات مع نظيرتيه الفرنسية فلورانس بارلي والإيطالية روبرتا بينوتي، لشراء صواريخ أرض- جوّ من كونسورسيوم فرنسي- إيطالي. وقال مصدر فرنسي إن الوثيقة تتيح للدول الثلاث ان «تبدي اهتمامها بالتعاون في مجال الدفاع الجوي وصواريخ أرض- جو». وهذه الأسلحة يصنّعها الكونسورسيوم الفرنسي- الإيطالي «يوروسام» الذي تشارك فيه مجموعة «تاليس» الفرنسية والمجموعة الأوروبية للصناعات الصاروخية «ام بي دي اي»، وتستخدمها القوات الفرنسية والإيطالية. ومن شأن اعلان النيات ان يمكّن الكونسورسيوم الذي يتعاون مع شركتين تركيتين، من «درس وتحديد حاجات» الجيش التركي. وتوقيع اعلان النيات ليس ملزماً قانوناً لأي طرف، بل يمهّد امام الخطوة التالية، وهي إبرام «عقد ابتدائي». لكن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ اشار إلى أن الحلف «يرحّب دوماً عندما يعمل حلفاء الأطلسي معاً لتطوير قدرات مختلفة». وأضاف: «هذا النوع من العمليات هو أفضل وسيلة لضمان ان تكون لدينا القدرات التي تحتاج اليها مختلف الدول، وهي طريقة جيدة ايضاً لضمان انه عندما تكون لدينا قدرات جديدة، يمكن ان تتكامل تماماً في انظمة الدفاع الجوي». وكانت دول «الأطلسي» أبدت قلقاً بعدما ابرمت أنقرة في أيلول (سبتمبر) الماضي صفقة مع موسكو لشراء منظومات صواريخ «أس-400» الروسية. على صعيد آخر، أعلن الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربون ياغلاند ان تركيا قرّرت خفض مساهمتها في موازنة المجلس المكلف السهر على حماية حقوق الإنسان في الدول الأعضاء ال47. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو، في اشارة إلى وزير الخارجية التركي: «تلقيت رسالة من (مولود) جاويش أوغلو يبلغني فيها ان تركيا تريد الا تكون مساهماً بارزاً بعد الآن. سيجري حوار في هذا الصدد. تريد تركيا ان تصبح مجدداً مساهماً عادياً، وعليها ان توضح لنا لاحقاً موعد تنفيذ هذا القرار». وأشار الى انه لا يملك مؤشرات الى دوافع انقرة، لكن الأخيرة تحذو حذو موسكو التي اوقفت مساهمتها في موازنة مجلس اوروبا في حزيران (يونيو) الماضي، احتجاجاً على انتقاداته. وتركيا وروسيا من بين ستة مموّلين بارزين للمجلس، مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.