اختتم أربعة فنانين إيطاليين هم ماركو كولازو وستيفانيا فابريزي ورافايلي فيوريلا وجينكارلو ليموني معرض «انعكاسات إيطالية» في مقعد السلطان قايتباي الأثري في منطقة قرافة المماليك وسط القاهرة، قدموا فيه المنطقة الأثرية برؤية فنية خاصة. ضمّ المعرض 50 عملاً فنياً تعكس رؤيتهم إلى ذلك المجتمع المحلي الذي تغلب عليه الحرف اليدوية، بعدما اندمجوا مع قاطنيه قرافة المماليك ذات الطبيعة الفريدة، ما أنتج لوحات تجسد جزءاً من الروح المصرية قديماً وحديثاً صُنعت بأنامل فنانين إيطاليين امتزجت خطوطهم الفنية بأركان أثر يحمل عبقاً تاريخياً خاصاً، هو مقعد السلطان قايتباي (أثر إسلامي يعود تاريخه الى القرن الرابع عشر). عبّرت الفنانة ستيفانيا فابريزي عن سعادتها للتعمق في تفاصيل المجتمع المصري عبر لوحاتها المستمدة من ذكريات رحلتها الأولى إلى مصر عام 2007 وانطباعاتها الشخصية عن المصريين الذين يتميزون «بالابتسامة والحب». وتقول: «لقد تأثرت كثيراً بالفنانة أم كلثوم بعد الاطلاع على سيرتها الذاتية قبل عام في إيطاليا، وأبهرني غناؤها لذلك لم أتردد أن تكون إحدى أهم اللوحات المشاركة في المعرض صورة لها كما قمت برسمها على جدران أحد المنازل بمنطقة القرافة لتكون جدارية دائمة تذكر الأجيال الحديثة بهذه الأسطورة المصرية ذات الشخصية القوية التي أبهرت العالم وليس المصريين فحسب». وقدم الفنان ماركو كولازو رؤية مختلفة للقاهرة التي تصورها في البداية مدينة أحادية اللون مستوحاة من الصحراء المليئة بالغبار والرمال، لكن مع مرور الوقت والإقامة فيها والاختلاط مع سكانها بدأ يُلاحظ الضوء النابض بالحياة والمتغيرات في أوقات مختلفة من اليوم، وامتزاج المناظر الطبيعية بالازدحام المروري. وتحولت هذه الانطباعات إلى مصدر إلهام انعكس على الأشكال المجردة التي يمكن المرء أن يواجهها في القاهرة وقام ماركو بسردها في سلسلة من اللوحات. أسفل لافتة تحمل عنوان «الحالمين الكبار»، اصطفت مجموعة من التماثيل الطينية اختار الفنان رافيلي أن يحاكي بها التنوع المجتمعي ويعرض على الجمهور تأثره بأجواء المرح والسعادة التي يصنعها الطفل المصري، على رغم إمكاناته البسيطة على عكس الطفل الأوروبي المحاط بالألعاب الصناعية. وأبدى حيرته من حجم القاهرة الهائل وعدد سكانها وحركة المرور وهي ثقافة جديدة اختلط بها وأسفرت عن أعمال فنية تحمل رؤيته عن القاهرة خصوصاً بعد إتاحة فرصه له للعمل فى قرافة المماليك . وربط الفنان الإيطالي جينكارلو ليموني بين الحياة في منطقة القرافة وتجمع البشر للسكن بجوار المقابر ومسقط رأسه روما التي عاش ناسها في العصور القديمة في مقبرة حسب قوله، واستوحى من الصحراء المحيطة بالقاهرة ورمالها الصفراء صوراً لنباتات. وفي لوحة رمزية صور طائر «الفينيق» الأسطورة الفرعونية التي ظهرت فى مدينة الشمس بمصر القديمة رمزاً للحياة.