تعتبر المملكة البريطانية من أكبر جزر غرب القارة الأوروبية ويحيط بها ما يقارب 1000 جزيرة مختلفة الأحجام ويزيد عدد سكانها عن 62 مليون نسمة. ونظراً إلى تاريخها الإمبراطوري السابق فقد نشرت لغتها وثقافتها في دول كثيرة. العاصمة لندن تعتبر من أهم مدن العالم إلى جانب نيويورك وباريس وطوكيو وموسكو، ولغتها الإنكليزية هي لغة العالم بأسره خصوصاً في الإنترنت وثورة المعلومات. ولبريطانيا تاريخ قديم. وحضارتها عريقة وفيها مناطق أثرية تجذب الملايين من السياح. وتبرز في العاصمة معالم مهمة على مستوى دولي، مثل قصر باكنغهام وساعة بيغ بين وضفاف نهر التايمز والمتاحف الكبيرة المشهورة مثل متحف «تايت غاليري» ومتحف «فكتوريا وألبرت» ومتحف «التاريخ الطبيعي» ومتحف الشمع. كما يمكن السائح التفرج على معالم لندن في «عجلة عين لندن»، التي ترتفع عن الأرض قرابة 135 متراً. ومن أكثر ما يميز المدن البريطانية المباني الأثرية والعمارة القديمة التي تنتشر فيها، القصور والعمارات السكنية والمتاحف والكنائس الضخمة، الأمر الذي يصبغ هذه المملكة ومدنها الكبيرة بطابع تاريخي قديم وبطراز معماري يؤثر حتى اليوم في حياة الناس وطبائعهم الفكرية والاجتماعية. وتتميز بريطانيا أيضاً بريفها الخلاب الذي لا يشابهه أيّ ريف في العالم كله. فمقاطعة ويلز وإسكتلندا وشمال إرلندا مناطق غنّاء وزراعية من الدرجة الأولى، وتجعل المرء يدمن على خضرتها وهوائها الصافي والمنعش. وليس هناك أجمل من جولة لأيام عدة في سيارة مستأجرة في الريف البريطاني، ويمكنكم قضاء وقت ممتع في العاصمة لندن ثم استئجار سيارة والخروج في رحلة لأسبوع أو أكثر مروراً بويلز وإستكتلندا لتنهوا جولتكم في مدينة أدنبره الساحرة التي تمتد على بحر الشمال. فمع نهاية فصل الصيف، يقبل الخريف بألوانه المبهرة، فتتزين الغابات والمشاتل والحدائق البريطانية بألوان الأحمر والأصفر. وهنا تستقبل بريطانيا زوارها في أفضل عشرة مواقع بريطانية للتمتع بالاسترخاء والمناظر الخريفية الخلابة. عندما تقوم بزيارة، سواء للعمل أو للسياحة، عليك ألّا تنسى زيارة العديد من المواقع كمشجر «ويستم بيرت» الوطني في غلوسترشير، جنوب غربي إنكلترا، الذي يعتبر موطناً لحوالى 15000 شجرة من مختلف الأصناف العالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر. فهذا المكان يزدان بألوان الخريف ابتداء من أيلول (سبتمبر) ولغاية تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو أنسب الأوقات لزيارة هذا المكان والتمتع بالألوان الخريفية. ولا بد لكل زائر للمملكة أن يقصد «فاسكالي وود» في إسكتلندا. والمعروف عن بلدة بيرثشير أنها منطقة الشجر الكبير بوجود حوالى 25 نوعاً من أشجار الصنوبر والبندق وغيرها. وهي من الأماكن الجميلة للزيارات العائلية على مدار السنة، خصوصاً في فصل الخريف، حيث تتزين بألوان الخريف، وتعطي انطباع الغابات الحديثة التي انشئت في القرن التاسع عشر. وللاستمتاع بزيارتك بريطانيا عليك أن تقوم بزيارة «لايم أفينيو» في حديقة مار بيري الريفية في منطقة شيشير، شمال غربي إنكلترا. أما «نيو فوريست» في منطقة هامبشير في جنوب إنكلترا فتقع على مساحة 570 كلم مربع، وهي غنية بأشجارها المتنوعة من الزان والكستناء الحلو وأصناف أخرى تمت زراعتها في أواخر عام 1850. وتعد الغابة من أفضل المواقع لاستكشافها في فصل الخريف والتمتع بألوانها الخريفية. ويجب ألّا ننسى «ريتشموند بارك» القريبة جداً من لندن، لكنها تتميز ببعدها عن ضوضاء المدينة. فهذه الحديقة تنعم بالهدوء وألوان الخريف الخلابة، وهي مناسبة لرياضة المشي أو ركوب العجلة الهوائية. وتعتبر من المحميات الطبيعية الوطنية، وهي الأكبر في لندن حيث تساوي ثلاثة أضعاف حجم الحديقة المركزية في ولاية نيويورك. ومن الممكن الاستمتاع بالطبيعة وألوان الخريف الممزوجة بين البرتقالي والأصفر والبني، وتسمى أيضاً حديقة الغزلان البرية منذ عام 1637، حيث تجوب الغزلان وعددها 630 الحديقة بطلاقة وحرية. ولا بد لكل زائر من أن يقصد حديقة «بودنانت» في كولين باي في مقاطعة ويلز، والتي تمتاز بموقعها المطل على جبال سنودونيا كارنيدو، وتتمتع بأشجار البندق الكبيرة وشلال ووديان مليئة بالأشجار المعمرة، والخريف هو أنسب الأوقات للتمتع بالطبيعة هناك. وعند الحديث عن حديقة وغابة «بيدج بيري وانتم» الوطنية في منطقة كنت في جنوب شرقي إنكلترا فلهذا المكان سحر يمكن الزائر استكشاف الحديقة وأشجار الغابة بأنواعها المختلفة في فصل الخريف، عندما تتزين هذه الأشجار بألوان البرتقالي والأحمر والبنفسجي والأصفر. وإذا كان لديك الوقت الكافي، عليك زيارة بيت ستيوارت الجبلي في كاونت داون في إرلندا الشمالية لإضافة المزيد إلى رحلتك، ولكي تعود بذكريات جميلة معك إلى بلدك حيث يقع البيت في إحدى الحدائق الوطنية الأكثر غرابة وتمتاز هذه المنطقة بالمناخ الدافئ. أما ما يتعلق بحديقة كيو التي تبعد 20 دقيقة عن لندن، وفيها أشجار نادرة الوجود في العالم، فيمكن استكشافها من خلال جولة على الأقدام. كما يمكن مشاهدتها من منطقة مرتفعة من خلال الممشى المخصص لذلك. ومن المناطق التي عليك ألّا تفوّت زيارتها حديقة «ستورهيد» في منطقة ويلتشير التي تقع غرب إنكلترا وتُعرف بحديقة القرن الثامن عشر. وتتميز بالمعابد الكلاسيكية، ووجود بحيرة يطلق عليها اسم «حياة الفن»، وقد افتتحت عام 1740. ويعتبر الخريف أنسب الفصول للتمتع بالمناظر الخلابة لهذه الحديقة حيث تستطيع مشاهدة أشجار الجميز والبلوط والزان والكستناء وغيرها من الأشجار المعمرة.