رحّب مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري بالانتقادات الموجهة للجامعة، وقال إن ذلك يؤدي إلى حراك ثقافي وفكري يفيد المجتمع. وأضاف خلال اللقاء المفتوح الذي نظمه نادي الجوف الأدبي مساء أول من أمس، أن الآراء السلبية المنشورة في وسائل الإعلام عن الجامعة تؤثر إيجاباً في الحراك الثقافي. وقال إن الجامعة استكملت مكوناتها الأساسية منذ بداية تأسيسها قبل نحو 8 أعوام، وهي تمارس حالياً على رغم من حداثة عمرها دوراً فاعلاً في تنمية المجتمع. وكشف البشري عن خطة الجامعة للارتقاء بالجانب الأكاديمي للجامعة، من خلال 340 مبتعثاً في أرقى الجامعات العالمية وفي جميع التخصصات العلمية المطلوبة. مشيراً إلى أن الجامعة عملت على استقطاب أكثر من ألف عضو هيئة تدريس، ووظفت أكثر من 1400 موظف، ويدرس فيها نحو 25 طالباً وطالبة. وقال إن تلك الأعداد من الكوادر إضافة إلى مشاريع الجامعة الإنشائية أسهمت في إيجاد حراك اقتصادي أنعش المنطقة. وذكر أن الجامعة ركزت على خدمة المجتمع كأولوية كبيرة من خلال دورات تدريبية متخصصة، والإسهام في البرامج والأنشطة التي تقام في المنطقة مثل مهرجان الزيتون وغيرها. وأوضح أن الجامعة أولت النشاط الطلابي عناية خاصة من خلال 13 نادياً متخصصاً في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية كافة يمارس فيها الطلاب هواياتهم. لافتاً إلى أن الجامعة دعمت المبتكرين والمبتكرات من خلال ملتقيات البحث العلمي والمعارض المتخصصة لتنشيط المبدعين وتنمية قدراتهم. وقال إنه يلحظ انطباعات لتأثير الجامعة الإيجابي في المجتمع، مستدركاً بأن ذلك يحتاج إلى بحوث علمية دقيقة لرصد مؤشرات هذا التأثير. وبيّن أن الجامعة لا تمتلك عصا سحرية لتغيير بعض الثقافات الاجتماعية، وقال إن ثقافة حب العمل والتعلم مثلاً تجد ما أسماه «مقاومة التأثير الإيجابي للجامعة من المجتمع». ورداً على سؤال ل«الحياة» عن جدوى المبالغ الدعائية التي ترصدها الجامعة للإعلان عن مشاريعها، وجّه البشري بتنظيم لقاءات لأعيان ومثقفي وإعلاميي المنطقة للاطلاع على مشاريع الجامعة وبرامجها، والالتقاء بهم للرد على استفساراتهم حول تلك المشاريع. وأبدى البشري امتعاضه لعدم حصول الجامعة على حقها الإعلامي، وقال إن هناك برامج وأنشطة مميزة نفذتها الجامعة لم تجد حقها في الظهور الإعلامي. وقال هناك مشكلة في صياغة الإعلام الجامعي لأخبار الجامعة فبإمكان الصحافيين صياغتها بالطريقة التي تناسب صحفهم، بشرط أن تظهر للإعلام، وقال إن تلك المنجزات مكسب للمنطقة. وعن ظاهرة «البويات» في الجامعة قال البشري إن هذه الظاهرة المزعجة موجودة في السعودية وحتى دول الخليج العربي، مشيراً إلى أن الجامعة درست هذه الظاهرة بعمق ووضعت لها مقترحات وحلول بالتعاون جهات حكومية عدة. مدير «العلاقات» منتقداً غياب المثقفين: المتفاعلون مع الجامعة عوام! لم ترق لمدير العلاقات العامة والإعلام في جامعة الجوف جميل العزارة اللغة الهادئة لمدير جامعة الجوف مع الآراء المنتقدة للجامعة، إذ تساءل عن وجود المثقفين في منطقة الجوف. واعتبر حديث ثلاثة أشخاص في اللقاء دليل على أن المنطقة خالية من المثقفين والأدباء، مقدماً تعازيه للبشري على عدم تفاعل المثقفين مع لقاءاته. وقارن العزارة مع الحراك الثقافي الذي سيشهده هذا اللقاء لو أقيم في منطقة أخرى، وقال إن الذين يتفاعلون مع الجامعة هم العوام الذين يكتبون من وراء لوحات المفاتيح. وذكر أن مجتمع الجوف يفتقد المبادرات، وقال إن الإعلام الجامعي هو من يملي على المجتمع ووسائل الإعلام من خلال بياناته الصحافية. وهاجم العزارة الصحافيين في المنطقة وقال إنهم ليسوا محترفين، وطالبهم بالقدوم إلى مكتبه للحصول على أخبار الجامعة. ورد رئيس نادي الجوف الأدبي الدكتور محمد الصالح على مداخلة العزارة، وقال إن مقارنة الجوف بمناطق أخرى غير موضوعية، بسبب افتقار المنطقة إلى أعوام قليلة ماضية لمنارات ثقافية تؤثر في المجتمع مثل الجامعات والأندية الأدبية. وأيّد رجل الأعمال مفلح الكايد مداخلة الصالح، وقال إن أعيان ومثقفي المنطقة موجودون ويتفاعلون مع مناسباتها ولقاءات مسؤوليها، وأضاف أن أبناء وبنات منطقة الجوف قبل النقلة التعليمية الكبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانوا يدرسون في المناطق الكبرى وحتى دول مجاورة.