أعلنت دار كريستيز العالمية للمزادات أن مزادها المقرر للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة الذي تنظمه في 19 الجاري في دبي سيضم أعمالاً فنية لعدد من أبرز الفنانين من منطقة الشرق الأوسط وتركيا. ويتميز المزاد الذي يعكس ازدياد أهمية ونضوج هذه السوق، بأقوى مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة منذ المزاد الافتتاحي الذي نظمته الدار في دبي عام 2006. ويتوقع أن تحقق الأعمال الفنية المشاركة والتي يبلغ عددها 125 عملاً فنياً بين 5 إلى 6 ملايين دولار، وسيعقبه في اليوم التالي مزاد المجوهرات، وسينظم كلا المزادين في فندق جميرا أبراج الإمارات في دبي. وقال المدير التنفيذي لدار كريستيز في الشرق الأوسط مايكل جيها: «إننا محظوظون جداً للاستمرار في تقديم أفضل الأعمال والقطع الفنية لرواد الحركة الفنية الحديثة والمعاصرة في المنطقة، وقد أدرك عشاق اقتناء الأعمال الفنية هذه الحقيقة واستجابوا لذلك من خلال مشاركتهم المكثفة في هذه المزادات من كل أنحاء العالم». وأوضحت أختصاصية الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة لدى دار كريستيز هالة الخياط: أن المزاد من أكثر مزادات كريستيز تنوعاً، فهو يجمع أعمالاً فنية حديثة للفنان اللبناني بول غيراغوسيان، والفنان السوري فاتح المدرس، والفنان المصري عبد الهادي الجزار، وغيرهم من رواد الحركة الفنية في المنطقة إلى جانب أقوى مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة. كما أننا سنقدم عدداً من الفنانين الجدد الذين لم تعرض أعمالهم الفنية للبيع من قبل أمام هذا الجمهور الدولي الكبير والمتزايد». ويعتبر الفنان اللبناني بول غيراغوسيان (1926-1993) أحد أهم الأسماء التي برزت في المشهد الفني الشرق أوسطي، إذ سيضم المزاد المرتقب أربعة من أعماله تظهر تطور حسه الفني بداية من أعماله التصويرية الرمزية وصولاً إلى أساليبه الفنية المجردة التي باتت سمة مميزة من سمات أعمال هذا الفنان الكبير. ويستفيد غيراغوسيان في لوحته «مادونا والطفل» والتي تعود إلى بداية الستينات من القرن الماضي، لتكون اللوحة الأقدم بين لوحات الفنان الأربع المشاركة في المزاد، يستفيد في هذه اللوحة من مسحات وأشكال اللون الأحمر التي غالباً ما ارتبطت ارتباطاً وثيقاً باللوحات والأيقونات الدينية. ومن الأعمال الفنية الاستثنائية المعاصرة الأخرى يبرز عمل «دع ألف زهرة تتفتح» للفنان اللبناني الشاب أيمن بعلبكي (مواليد عام 1975). ويعود عنوان هذه اللوحة من خطاب «دع ألف زهرة تتفتح» الشهير الذي ألقاه ماوتسي تونغ في العام 1957 والذي بات شعاراً استخدم في ستينات وسبعينات القرن الماضي من قبل الأحزاب العربية اليسارية والقومية كتعبير عن التفاؤل والأمل بحياة ومستقبل أفضل. وتُشكل لوحة الفنان السوري فاتح المدرس (1922 - 1999) التي تظهر مجموعة من الهيئات والشخصيات المرتبة بشكل متناظر، إحدى أبرز الأعمال الفنية في المزاد. ويستوحي هذا التكوين الفني فكرته الإبداعية من مدينة دمشق، كما تبدو الزخارف المخططة بشكل يذكر بجدران الأبنية المملوكية التي تشتهر بها أحياء دمشق القديمة المبنية وفق فنون الأبلق المعمارية مع مسارات متبادلة من البازلت الأسود وأحجار متنوعة بألوان فاتحة. ومن الأعمال الفنية المعاصرة الأخرى يبرز عمل الفنان يوسف عبدلكي (1951) الذي يحمل عنوان «الكمثرى 2». وتجسد هذه اللوحة التي تعود إلى العام 2007 أسلوب الفنان في تمجيد الأشياء البسيطة في الحياة، إذ يبدو في اللوحة ثمرة كمثرى وحيدة على صحن مع رسوم أخرى بنفس الأسلوب على الحائط الخلفي. ويعتبر عبد الهادي الجزار (1925 – 1965) أحد أهم فناني الحداثة في مصر ومن أبرز داعمي الحركة الفنية السوريالية. ويتتبع عبد الهادي الجزار في عمله الفني الذي يحمل عنوان «صيد السمك»، رحلة اثنين من صيادي السمك الذين يعودا من رحلتهما محملين بصدفة كبيرة تحتوي صيد اليوم – سمكة كبيرة زرقاء اللون – اللون ذاته المستخدم في التعويذات لجلب الحظ الجيد والأمنيات السعيدة. وتشكل اللوحة الفنية المعنونة بطلات ألبوركوركي Alburquerque Heroines للفنانة الفلسطينية سامية حلبي مثالاً عن إمكانية استكشاف الفنان للنماذج الهندسية، وكيف يظهر هذا العمل إمكانية سفر منحنيين اثنين على سطح واحد. ويعتبر الفنان محمد إحسائي أحد أبرز رواد الخط العربي في إيران، وغالباً ما يستخدم اللونين الأسود والأبيض فقط، كما يظهر في العمل الذي يعرضه المزاد والذي يحمل عنوان «عشق» (Love). وتشكل بانوراما إسطنبول للفنان ديفريم إربيل العمل الأبرز بين الأعمال الفنية التركية المشاركة في المزاد، ويظهر هذا العمل مشهداً لأكثر من 300 منزل ونصب. وسيُسلط المعرض والمشروع الفني الرائد «حافة الجزيرة العربية»، الذي حطَّ الرِّحال في عدد من عواصم العالم، أضواء جديدة على الثقافة والأعمال الفنية المغمورة نوعاً ما في السعودية، حيث سيعرض مجموعة مميزة من الأعمال الفنية السعودية تتألف من ستة أعمال فنية، تهدف إلى جمع الأموال اللازمة لدعم البرنامج التعليمي وورش العمل الفنية المنبثقة من مشروع «حافة الجزيرة العربية» وتنظيم ورش العمل الفنية في السعودية وجامعاتها في إطار المشروع نفسه.