تزايدت مخاوف الاستخبارات الأميركية من خطر المتطرفين العائدين من سورية مع تأكيد موقع "ديلي بيست" أن هناك "أكثر من مئة أميركي يحاربون في سورية "، في وقت حذر السيناتور الجمهوري جون ماكين من تحول هذا البلد الى "أفغانستان ثانية" في حال عدم التحرك لتغيير الواقع على الأرض وتقوية المعارضة المعتدلة. وكشف موقع "ديلي بيست" نقلاً عن مصادر في االاستخبارات الأميركية أن "عدد المتطرفين الأميركيين الذين ذهبوا الى سورية هو أكبر مما كان يُعتقد وان بعضهم بدأ بالعودة». وأشار التقرير الى أن "التقديرات الاستخباراتية الأخيرة ترجح أن أكثر من مئة أميركي انضموا الى الجهاد في سورية ويحاربون (مع من تعتبرهم واشنطن) مجموعات ارهابية». وقالت مصادر استخباراتية أميركية للموقع أن بين "ستة و12 مقاتلاً ممن ذهبوا للقتال في سورية عادوا الى أميركا". وأضافت: "نعرف أين البعض منهم انما حجم المشكلة هو أكبر مما كنا نعتقد». وكانت التقديرات العام الماضي ترجح انضمام عشرات الأميركيين للثوار في سورية، فيما قالت صحيفة «نيويورك تايمز» أول هذا العام أن العدد هو 70 مقاتلاً، قبل أن تكشف الاستخبارات الأميركية أنه يفوق المئة. وقال مسؤول في الاستخبارات الأميركية ل "دايلي بيست" أن "وكالة الأمن القومي ليس لديها القدرة لتعقب آلاف المتطرفين، ونحن قلقون من أنهم يفلتون من أيدينا». وتتخوف الاستخبارات من عودة هؤلاء الى الولاياتالمتحدة بخبرات قتالية وصلات مع تنظيم «القاعدة». وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين حذر أول من أمس من تنامي نفوذ «القاعدة» في سورية وخصوصاً على الحدود السورية - العراقية، ووجّه اللوم الى المجتمع الدولي وادارة الرئيس باراك أوباما لعدم التحرك ودعم الثوار المعتدلين. وقال ماكين في خطاب أمام «معهد الشرق الأوسط ": «منذ عام كانت هناك معارضة معتدلة متمكنة أما اليوم فهي أضعف واذا لم نزودهم صواريخ مضادة للطائرات ولم ندعمهم بالتدريب والسلاح فان نفوذ المتطرفين سيتزايد. وسنكون أمام أفغانستان ثانية لا بل أسوأ وهذا يهدد الأمن الأميركي». وأشار ماكين الى أن أوباما أخفق في التعامل مع سورية وأن "انتصار مرض اسمه بشار الأسد ستكون له تداعيات في كل المنطقة"، مضيفاً: "الصيف الماضي التقيت أوباما وحدق في، وقال لي أنا والسيناتور ليندسي غراهام بأنه سيضرب الأسد لاستخدامه السلاح الكيماوي وبعد ثلاثة أيام لم يفعل». واعتبر ماكين أن واشنطن تفقد صدقيتها في المنطقة وأن البيت الأبيض يدرك أنه قادر على "تدمير مدرجات الأسد للطائرات بثلاثة صواريخ كروز"، مستهزئاً بهؤلاء الذين ظنوا أن محادثات جنيف ستؤدي الى مغادرة الأسد من السلطة. وتساءل: "ماذا كانوا يدخنون؟»، ووصف ماكين نظام الأسد بأنه «زبون لايران» وبأن التحول في الوقائع على الأرض لصالح النظام "ليست بسبب ازدياد شعبية الأسد بل لأن ايران أرسلت خمسة آلاف عنصر من حزب الله لمساندته» في قتال المعارضة.