أثار إعلان المرشد العام ل «الإخوان المسلمين» محمد مهدي عاكف نيته التخلي عن منصبه بعد انتهاء ولايته الأولى نهاية العام الجاري، جدلاً شديداً بين قادة الجماعة. وفي وقت أيد بعضهم خطوته نافياً في الوقت نفسه أي استعدادات لانتخاب خلف له، قلّل قيادي في «الإخوان» طلب عدم ذكر اسمه من تصريحات عاكف، وقال ل «الحياة» إنها «قنبلة إعلامية يلقيها (المرشد) كلما أراد الظهور في الإعلام». ورأى أن «عليه قبل أن يصرّح بهذا أن ينتخب نائباً ثالثاً له خلفاً لحسن هويدي» الذي توفي منتصف الشهر الجاري. واستغرب عاكف الجدل في شأن تصريحاته. وقال ل «الحياة» إن «هذه ليست المرة الأولى التي أقول فيها إنني سأتخلي عن منصبي»، مبرراً ذلك ببلوغه سن الثمانين. وأشار إلى أنه منذ توليه منصبه أكد لأعضاء مكتب الارشاد أنه لن يترشح لولاية ثانية. وشدد على أن «الإخوان» جماعة مؤسسية «لديها كفاءات كبيرة تستطيع شغل المنصب». وأضاف أن انتخاب المرشد الجديد «سيتم وفقاً لنصوص ولوائح الجماعة»، مشيراً إلى «إمكان انتخاب مرشد من الخارج، فالأمر متروك للانتخابات ورغبة أعضاء مكتب الإرشاد». ويُنتخب مرشد «الإخوان» في اقتراع يجريه أعضاء مجلس شورى الجماعة البالغ عددهم 95، بينهم 80 عضواً منتخباً و15 معيناً هم أعضاء مكتبي الإرشاد الحالي والسابق. وقال رئيس الكتلة البرلمانية ل «الإخوان» عضو مكتب الارشاد سعد الكتاتني إن «هذا القرار رغبة شخصية من عاكف، لكننا جماعة مؤسسية. ورغم أننا نحترم رغبته، فإن الرأي الفصل لأعضاء مجلس شورى الجماعة... وإذا رأى المجلس أسباباً لاستمرار عاكف، فأتصور أن المرشد سينزل عند رغبته». وأكد ل «الحياة» أن عاكف مستمر في منصبه حتى كانون الثاني (يناير) المقبل طبقاً للائحة، إذ أنه انتخب في كانون الثاني 2004، «وقبلها ببضعة شهور سيتم بعض الترتيبات وسيتناقش أعضاء مجلس الشورى للوصول إلى الرأي الأصوب، أما الآن فالوقت ما زال مبكراً». واعتبر رئيس المكتب السياسي ل «الإخوان» الدكتور عصام العريان أن «من حق عاكف أن يتخلى عن موقعه»، مشيراً إلى أن «هذا هو موقفه منذ انتخابه مرشداً سابعاً للجماعة في 2004». لكنه نفى وجود ترتيبات داخل «الإخوان» لانتخاب مرشد جديد نهاية العام. وقال ل «الحياة»: «ما زال الوقت مبكراً للحديث عن هذا. لننتظر حتى يتضح الموقف النهائي». ولم يستبعد انتخاب مرشد من خارج مصر، «خصوصاً في ظل التضييق الأمني الذي نواجهه في الداخل»، لكنه رأى أن «من مصلحة مصر أن يكون المرشد منها». ورأى الخبير في الحركات الإسلامية ضياء رشوان أن «قرار عاكف ليس قنبلة إعلامية يلقيها، وهو مصمم على تنفيذه». وقال ل «الحياة»: «لمست من أحاديث جمعتني بعاكف إصراره على التخلي عن منصبه، وأكد لي أن الجماعة لديها كفاءات من حقها أن تتولى قيادتها». ونفى أن يكون لهذا القرار أثر على وحدة «الإخوان»، مؤكداً أنهم «جماعة مستقرة لم تؤثر فيها على مدى السنوات الماضية القيود الأمنية، بل على العكس طوّرت نفسها».