أبدى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ارتياحه الى انتهاء أعمال الشغب في سجن روميه التي كانت اندلعت صباح السبت الماضي وامتدت حتى عصر الأحد. في حين افادت انباء عصر امس عن عودة التوتر الى داخل السجن وسط استنفار لقوى الأمن ضد تمرد جديد. واطلع سليمان من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود الذي زاره في بعبدا أمس، على تفاصيل ما حصل والخطوات التي قامت بها الوزارة والمسؤولون المعنيون فيها من أجل إنهائه. وكانت وزارة الداخلية نوهت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي مساء أول من أمس، ب «جهود جميع الذين ساهموا في مقاربة ما جرى بصورة هادئة وموضوعية»، مشيرة الى أنها «جهدت لمنع إراقة الدماء»، محذرة من «أن عدم معالجة الأسباب المزمنة الحقيقية الكامنة وراء ما حصل سيؤدي إلى تكراره، وقد وصلنا إلى حافة الهاوية». وأكدت أن «ما حصل يؤكّد مرة أخرى أن الإهمال المزمن لملف السجون جعل هذه الأخيرة قنبلة موقوتة ووضع عدداً من المساجين في موقع الضحية بمعزل عن ملفهم القضائي»، مشيرة الى أن «التعمية على مسببات واقع السجون لا يمكن أن تستمر، ولا بد للجميع من تحمّل مسؤولياتهم، لا سيما لجهة التسريع في التحقيق والمحاكمات وتطبيق قانون خفض العقوبات والإسراع في تعديل المادة 108، إضافة إلى استكمال بناء سجون جديدة وتحسين أوضاع القائم منها بعد تأمين التمويل اللازم والملحّ». ولفتت الى أنه «بموازاة المسؤولية الجماعية، ثمة مسؤولية تتحمّلها قوى الأمن لجهة وجود ممنوعات ضمن السجن واستعمال الهواتف الخليوية وعدم ضبط الأمور في شكل جدي وحازم. وقد فتح تحقيق في كل هذه الشوائب يتولّى الإشراف عليه شخصياً المدير العام اللواء أشرف ريفي، على أن تتخذ بحق المقصّرين العقوبات المناسبة». وبحث وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار في اجتماع عقده امس مع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا في مكتبه في وزارة العدل، في الحلول الواجب والممكن اعتمادها للتخفيف من اكتظاظ السجون، وفي مساهمة وزارة العدل في إطار الصلاحيات المعطاة لها في هذا الشأن. ورفض عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ميشال موسى، في حديث الى إذاعة «الفجر» أمس، ربط حادث تمرد السجناء في رومية بالأحداث الأمنية المتلاحقة من اختطاف الأستونيين السبعة وتفجير كنيسة السيدة في البقاع. وأشار الى «وجود مشكل مزمن ومتماد ومتعدد الوجوه في السجون»، داعياً الى «تفكيك هذه القنبلة الصوتية باتخاذ تدابير صارمة تخفف من الاكتظاظ وتحسين الوضعية العقابية لإصلاح السجون». وعن استثمار حادث التمرد في رومية للتهجم على بارود، أكد موسى «أن موضوع سجن رومية يتخطى وزيراً بعينه»، لافتاً الى أن «من التجني تحميل وزير الداخلية زياد بارود مسؤولية التمرد في رومية». جريحان في إشكال في رومية الى ذلك، وقع في السجن المذكور ليل أول من أمس خلاف حاد بين عدد من السجناء الموقوفين في المبنى «د» ما أدى الى إصابة السجينين ي. ف. بكسر في كتفه، وع.ف. بكسر في الجمجمة. كما أقدم السجين ص.ح.ح. على تشطيب نفسه بآلة حادة. ونقل الجرحى الى المستشفى وسط حراسة أمنية لتلقي العلاج وأعادت القوى المولجة بالأمن الهدوء الى المبنى.