قال رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، إن «استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة تعد تنبيهاً لما وصلت إليه التسوية السياسية في لبنان»، مشيراً إلى أن «حزب الله والتيار الوطني الحر اعتبرا التسوية السياسية ضعفاً لتحقيق مكاسب سياسية». وأوضح في حديث إلى «سكاي نيوز عربية» أمس، أن «قرار استقالة الحريري، يجب أن يجعل لبنان ينظر إلى ما آلت إليه الأمور، وأن القرار جاء بعد أشهر من محاولات الحريري تجنيب لبنان الانسياق إلى مشاكل نتيجة تدخل حزب الله بشؤون الدول العربية». ورأى أن «حزب الله يتصرف وفقاً لتعليمات إيرانية». واعتبر السنيورة في حديث آخر إلى «الجديد»، أن «الخطوة التي قام بها الحريري يجب أن يُنظر إليها على أنها دعوة إلى التبصّر والحكمة وليس المواجهة». ورأى أن «الحل ليس بالطروحات المذهبية والطائفية، بل في العودة إلى ما يقوله اتفاق الطائف». وقال: «ليس بالإمكان وجود الدولة والدويلة، كفى مزايدة على بعضنا بعضاً، كاتهام الآخرين بأنهم مع إسرائيل»، مؤكداً أن «لبنان دولة مستقلة، عربية». وشدد على «وجوب الحفاظ على الوحدة الوطنية الداخلية». ولفت إلى أن «العملية الإصلاحية لا تحصل في كبسة زرّ ولا باللجوء إلى العنف والمشكلة التي نواجهها اليوم أنه لم يحصل تقدم للوصول في شأن استعادة الاعتبار للدولة، وما يحصل هو مزيد من الغرق في هذا المستنقع». وقال: «أختلف معك لكن لا يمكنك أن تأخذني إلى حيث أردت ومن لا يسير معنا التهمة جاهزة بالتخوين». وأكد أن «مرشحي لرئاسة الحكومة سعد الحريري وليس هناك من داعٍ للاستعجال وعلينا استخلاص الدروس الصحيحة». وعن مواقف وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، قال: «ماذا يمكن أن يقول عندما يتعرّض بلده لهجمات من فئات يقف وراءها حزب الله وإيران، وتنظّم مؤتمرات وندوات تجمع الأعداء الذي يقومون بأعمال ضد السعودية؟». وأضاف: «أهل مكّة أدرى بشعابها». وقال: «في شأن خلية العبدلي، هناك أمر أخطر من أسلحة وذخائر، عثروا على 10 آلاف بزة عسكرية في المستودعات». ولفت إلى أنه «كان حمل كبير موجوداً هناك»، مذكراً بما قاله «قبل أيام (الرئيس الإيراني حسن) روحاني، إن لا شيء يحدث في المنطقة العربية من دون إيران، حتى في الترجمة المخففة، كلامه غير مقبول». كما أشار إلى «كلام علي أكبر ولايتي بأن تلك التصريحات تأكيد للانتصار الذي حققه محور المقاومة في كل من لبنان وسورية والعراق». وقال: «لنقُل أنه كان على الرئيس الحريري أن يقدم استقالته من لبنان لكن هذا لا يغيّر شيئاً من الأساس، هناك مشكلة، هو تحمّل عبئاً كبيراً على مدى 11 شهراً». وأشار إلى أن «هناك فعلياً حال احتقان داخلي في لبنان، ناتجة من تلك الممارسات والأحاديث والكلام الطالع النازل والشعبوية». وأكد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش،(حزب الله) أن «لا أحد يستطيع أن يضغط على اللبنانيين من أجل خيارات سياسية لا تخدم مصلحتهم». وقال: «إن رئيس الجمهورية ميشال عون كما ثبت بالتجربة، لا يستطيع أحد أن يملي عليه قراراً، فقراره حرّ، وتحالفاته مبنية على رؤية لمصلحة البلد، وليست على حسابات مصلحة خاصة، وهو بالتأكيد حريص على العلاقات الخارجية ويلتقي مع كل الدول، ولكنه في النهاية يحدد ويرسم موقفه في ضوء رؤيته لمصلحة البلد، وهذه ميزته، لا سيما أنه يملك مساحة حرية لممارسة استقلالية قرار تترجم بالممارسة». وقال فنيش: «إننا حريصون على عدم تعرض البلد لأي مشكلة، وعلى مصالح اللبنانيين والتفاهمات، وإدارة البلد بشراكة بين القوى الفاعلة مع اعترافنا بحجم التمثيل لكل فريق، وعلى أن يستمر البلد بالاستقرار السياسي الذي ينعكس إيجاباً على معيشة اللبنانيين، وكل هذا أثبتناه بالتجربة، وكان بعضهم أحياناً يلومنا على مدى تقبلنا لبعض الأمور وإيجاد تفاهمات ومخارج لكثير من المشاكل، ولكن كنا مدركين أن هناك مصلحة عليا تملي علينا أن يكون هذا الأداء فيه مرونة وتفاهم وتدوير زوايا وبحث عن مشتركات، من أجل الاستقرار السياسي ومصالح اللبنانيين، ولكن على قاعدة عدم المسّ مطلقاً بالمقاومة ودورها». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ميشال موسى أن «استقالة الرئيس سعد الحريري كانت مفاجئة ووضعت الأمور في مرحلة غير مدروسة»، لافتاً الى أن «ما حصل أعاد كل الاتفاقيات التي أنتجتها الحكومة الى نقطة الصفر، ما يستدعي مشاورات بين جميع الفرقاء بصورة فورية». ورأى أن «صدمة بهذا الحجم تحتاج وقتاً لاستيعابها»، نافياً أن «يكون الرئيس نبيه بري في أجواء الاستقالة، بل كان هناك اطمئنان الى أن الأمور تسير في شكل جيد»، داعياً الى «التحلي بالوعي والحكمة لتمرير هذه المرحلة». ورأى عضو كتلة المستقبل النائب باسم الشاب أن «هناك نفوذاً معيناً في لبنان لا يمكن الرئيس الحريري أن يتحمله ويعمل في ظله»، مذكراً ب «حصول إشكالات داخل الحكومة ظهرت في مناسبات عدة». ونبه الى «أننا اليوم أمام فراغ سياسي وميثاقي خطير، قد تكون له تأثيرات سلبية في الوضع الاجتماعي والاقتصادي، على رغم التطمينات الى أن وضع الليرة مستقر». وشدد على «أهمية العودة الى الحوار والتحلي بالحكمة والهدوء في ضوء الاستقالة».