بعد مضي 26 ساعة على الهزة الأرضية، التي تعرضت لها مدن جنوب السعودية، سجلت محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية هزة أرضية جديدة شرق الهزة الأولى في السادسة من صباح يوم أمس (السبت). وقعت الهزة الجديدة، التي كانت بقوة ثلاث درجات على مقياس ريختر، شمال مدينة النماص على بعد 13 كيلومتراً. فيما جاءت الهزة الثانية بعد توقعات المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين في الهيئة الوطنية للمساحة والجيولوجيا المهندس هاني زهران، في تصريحات صحافية إلى «الحياة» أوضح فيها أن هنالك توقعات باستمرار نشاط زلزالي، وصفه ب«البسيط» في المنطقة أياماً عدة، مستدركاً بالقول: «نود أن نطمئن الأهالي والمقيمين إلى أن الهيئة تراقب وترصد على مدار الساعة الهزات الأرضية، وتقوم بالتبليغ الفوري للجهات ذات العلاقة». وأشار إلى أن وجود سد حلبا على بعد 1400 متر من موقع الهزات، التي حدثت أخيراً شمال غرب مدينة النماص، قد يكون مؤثراً من حيث تنشيط الصدوع المتسببة في هذا النشاط الزلزالي. وعاد ليؤكد أن الوضع طبيعي في المنطقة، وهذا النشاط يعد طبيعياً لأن المنطقة التي وقع فيها الزلزال تعد منطقة التقاء صدوع. وعن الهزة الجديدة قال زهران: «إن محطات الرصد الزلزالي سجلت في تمام الساعة ال6:09:00 بالتوقيت المحلي من يوم أمس (السبت) هزة أرضية شمال مدينة النماص، بمسافة 13 كيلومتراً، وتقع الهزة شرق الهزة الرئيسة، التي حدثت فجر أول من أمس». ونوه بأن السعودية فيها عدد من المناطق التي تنشط فيها الزلازل، ولا سيما شمال البلاد، التي تعد أكثر المناطق تعرضاً للنشاط الزلزالي، تليها مناطق جنوب السعودية، إضافة إلى مناطق الحرات البركانية التي تقع في غرب السعودية. يذكر أن محطات الرصد الزلزالي تسجل عدداً من الهزات الأرضية التي تقع على فترات متباعدة في المناطق التي تنشط بها الزلازل، وتعد حرة الشاقة من أكثر المناطق السعودية التي رصد بها نشاط زلزالي، فمنذ أواخر عام 2007 حدثت حشود من الهزات الأرضية، بلغت أكثر من 30 ألف هزة في حرة الشاقة، وهي حقل من الطفوح البركانية البازلتية تابعة للعصر الجيولوجي الهولوسيني، وتقع غرب البلاد، وتحديداً شمال شرق مدينة ينبع. وبحسب المعلومات، التي حصلت عليها «الحياة»، فإنه حدث نشاط زلزالي ملحوظ يوم ال19 من أيار (مايو) 2009 في حرة الشاقة شمال شرق مدينة ينبع، إذ تم تسجيل 19 هزة أرضية، بلغت قوتها أكثر من 4 درجات على مقياس ريختر، بما في ذلك الزلزال الذي قوته 5.4 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في خسائر طفيفة في الإنشاءات والمباني بمدينة العيص الواقعة على مسافة 40 كيلومتراً جنوب شرق منطقة النشاط الزلزالي. وتم إسقاط البؤر الزلزالية لتسلسل الهزات الأرضية الرئيسة التي وقعت من تاريخ ال13 من مايو إلى السابع من حزيران (يونيو) 2009 حوالى 950 هزة.