أوصت ورشة عمل نظمتها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع مؤسسة ثومسون البريطانية أخيراً تحت عنوان: «إعداد دليل توجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية»، بضرورة تحري الصدقية والموضوعية عند تقديم الأخبار عن الأحداث الإرهابية، والحرص الشديد على عدم السقوط في الدعاية غير المباشرة للإرهابيين، ملفتة إلى إصدار تشريعات وقوانين تحظر ذلك. وأكدت أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في تغطية الأحداث الإرهابية، داعية إلى استحضار مزالق النشر الإلكتروني لصور ومواد إخبارية عن هذه الأحداث تسهم في نشر الهلع والخوف وتحقق بشكل غير مقصود ما يهدف إليه القائمون بالعمليات الإرهابية، مطالبة الصحافيين بالالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقيات والإعلانات والقرارات والقوانين الوطنية والدولية المؤكدة للحدود الفاصلة بين حرية الرأي والتعبير، وبين مختلف التجاوزات والإساءات إلى الأشخاص التي يتم ارتكابها أثناء التغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية. وشدد المشاركون في الورشة على أهمية وعي الصحافيين بحقهم في السلامة والحماية من الاعتداءات ومصادرة معلوماتهم وأدوات عملهم خلال قيامهم بالتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية، استناداً إلى الاتفاقات والقرارات الدولية ذات الصلة الصادرة عن منظمة اليونيسكو ومؤسسات المجتمع المدني المعنية، مشيدين بتوجهات الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي للتصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا»، والتنويه بمبادرة إعداد (دليل توجيهي لتأهيل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية) باعتباره آلية عملية وضرورة تساعد الصحافيين على الالتزام بالضوابط المهنية والأخلاقية عند تغطيتهم للأحداث الإرهابية. كما دعوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وال«إيسيسكو» إلى تنظيم دورات تدريبية لفائدة الإعلاميين داخل العالم الإسلامي وخارجه للتمرن على كيفية تطبيق الدليل التوجيهي لتغطية الأحداث الإرهابية، كما طالبوا الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بتعميم «الدليل» بعد اعتماده على جهات الاختصاص في الدول الأعضاء وعلى معاهد ومراكز تكوين الصحافيين في هذه الدول، داعين إلى إدراج مادة دراسية في مناهج تكوين الصحافيين حول سبل التعامل مع الأحداث الإرهابية. وثمن المشاركون جهود «إيسيسكو» في مجال تأهيل الإعلاميين في الدول الأعضاء وتنمية قدراتهم المهنية، والإشادة ببرنامج عملها المتعلق بالمعالجة الإعلامية والقانونية والحقوقية لظاهرة «الإسلاموفوبيا» والصور النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الدولية. من جهة أخرى، شارك في «الورشة» ممثلون عن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من الخبراء في الإعلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان، وعدد من الإعلاميين والصحافيين والمراسلين المتمرسين من الدول الأعضاء. وناقشت «الورشة» التي شارك فيها خبيران من بريطانيا هما: رئيس دراسات الصحافة الدولية في جامعة سيتي لندن الدكتور جيمس رودجرز ومحلل المصادر المفتوحة في بلينغكات كريستيان تريبرت، وكذلك الخبير المغربي أستاذ العلاقات الدولية وقانون الإعلام وحقوق الإنسان الدكتور علي كريمي، مسألة الموضوعية الصحافية وتأثير الرأي العام على الخط التحريري، وتحديد مفهوم خطاب الكراهية وكيفية تعامل الصحافيين معه، وسبل مكافحة التحيز، والتصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وسبل تجنب الترويج غير المقصود للدعاية الإرهابية، والتحقق خلال تحديد المصادر الخبرية. كما تمت دراسة مقتضيات ومحاذير العمل الإعلامي عند تغطية الأحداث الإرهابية، على المستوى الإعلامي المهني والقانوني الحقوقي، والاستفادة من تجارب الدول والهيئات والمؤسسات الإعلامية والصحافيين المراسلين في وضع وثائق استرشادية للممارسة الإعلامية خلال تغطية الأحداث الإرهابية، واعتماد مكونات مشروع الدليل التوجيهي لتأهل الإعلاميين لتغطية الأحداث الإرهابية.