أبلغ مصدر روسي «الحياة» أن مصير مؤتمر سوتشي للحوار بين الأطراف السورية، الذي كانت موسكو أعلنت ترتيبات لعقده في 18 من الشهر الجاري، «يخضع لنقاش»، مرجحاً أن تتم «مراجعة الموعد والمكان» خلال الفترة القريبة المقبلة. وعكس حذف لائحة الأحزاب المدعوة لحضور المؤتمر من الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية وجود تباينات حول آلية تنفيذ فكرة عقد مؤتمر جامع لمكونات الشعب السوري، إضافة إلى تباين في وجهات النظر حول مكان عقد المؤتمر. ووفقاً للمصدر فإن موسكو «تسعى إلى مؤتمر يخرج بنتائج محددة، وتريد تحضيراً جيداً له». ولمحت أوساط في موسكو إلى أن تباينات في الموقف من المؤتمر بين موسكوودمشق كانت بين أسباب «الارتباك» الذي دفع إلى إعلان عقد المؤتمر في سوتشي، بينما أسفرت بعض ردود الفعل على الإعلان عن توجه موسكو لإجراء مراجعة للموقف. وأشارت معلومات إلى أن الحكومة السورية كانت ترغب في أن يعقد المؤتمر تحت رعايتها، وليس في «حميميم» كما أعلن سابقاً أو في سوتشي، وأن دمشق تراجعت عن الفكرة عندما شعرت بأن الرعاية الروسية والوجود الدولي في المؤتمر قد يسفران عن ممارسة ضغوط معينة عليها لجهة مناقشة انتخابات رئاسية مبكرة. وعكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الموضوع أمس تمسكاً روسياً بفكرة عقد مؤتمر جامع لمكونات الشعب السوري، لكنه تجنب في حديثه الإشارة إلى سوتشي، كما أنه لمح إلى تأجيل الموعد المعلن من خلال إشارته إلى أنه «سيتم الإعلان قريباً عن مواعيد محددة». ودافع لافروف عن فكرة المؤتمر، مؤكداً أنها «تشكل أول محاولة نوعية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يطالب المجتمع الدولي بدعم السوريين في إقامة حوار شامل، يفضي إلى توافقات مقبولة من كل الأطراف حول التسوية السياسية». ونبه إلى أهمية «عدم التسرع بالاستنتاجات والتوقعات حول الفكرة»، مؤكداً أن موسكو وجهت الدعوات إلى «كل الأطراف، الحكومة السورية وكل فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها». وزاد أن «مسار جنيف يقتصر على تمثيل قوى محددة غالبيتها من معارضة الخارج التي تمثل تجمعات المغتربين السوريين، ومسار آستانة لا تمثيل فيه لكل السوريين بل يحضره بعض الفصائل المسلحة ولا حضور فيه للعشائر أو مكونات المجتمع السوري، ما يعزز فكرة ضرورة عقد مؤتمر جامع». وأضاف لافروف أن بعض المدعوين، بمن فيهم الحكومة، أكدوا عزمهم المشاركة في مؤتمر شامل، و «الرئيس بشار الأسد أعلن أنه يدعم عقد المؤتمر وتركيزه على ملفات الدستور والانتخابات». وأشار لافروف إلى أن موسكو ما زالت «تتسلم ردوداً من قبل المدعوين بين الهيئات غير الحكومية، ونقوم بتحليل هذه الردود، وطابع الفعالية يتبلور حالياً ويتم إنضاجه وسنعلن قريباً عن مواعيد محددة».