لم يتجاوز عمره 18 عاماً، لكنه تجاوز كل التوقعات، حين أخرج لأسرته اختراعه، الذي كان ينوي المشاركة به في مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع، الذي أقامته مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، حين اخترع عصاً تغني الأعمى عن كثير من المساعدات الخارجية التي يحتاجها من الآخرين، الذهول الذي ارتسم على وجوه أقربائه، فسره الشاب المخترع حسين المسلمي بأنه حقق المعادلة الصعبة، ووصل إلى ما يصبو إليه، فاختراعه هذا كان بحسب قوله «هدفه الأساس مساعدة المكفوفين على عدم طلب المساعدة من أحد، وأن يكونوا أشخاصا يمارسون حياتهم من دون الحاجة لأحد». ويقول المخترع المسلمي «تحتوي العصا على ميزات متعددة، من أبرزها أن الأعمى يعاني من تكرار ضياع عصاه التي تقوده، لذا قمت بوضع لوحة إلكترونية، يقوم المكفوف بوضع بصمة صوته عليها، ومن خلال نبرة الصوت، يستدعيها، فتأتي إليه مباشرة، لتشكل إلى جانب خدميتها علاقة وثيقة بين الأعمى وعصاته»، مضيفاً «حصلت على المركز الأول على مستوى الأحساء وأتأهل على مستوى المنطقة الشرقية، لأعمل جاهداً على تطوير هذا الاختراع، وبدأت في إدخال تحسينات كثيرة ومنها أن المكفوف لو أراد أن يقطع الشارع مثلاً، وكان الوقت ظلاماً تعطي العصا إنارة متقطعة، من خلال حساس إلكتروني، يؤكد لسائقي السيارات والمارة، أن هذا الرجل، الذي يحمل هذه العصا كفيف، لذا يجب الحذر من الاصطدام به». ويضيف «من بين الميزات التي أدخلت عليها، أيضاً، أن في بريطانيا تم اختراع عصا تباع بمبلغ 900 ريال، تحوي حساساً إلكترونياً، تنبه المكفوف إلى وجود تغيير في سطح الأرض، كاحتمال حفرة، وما شابه ذلك، إلا إنني طورت هذه الميزة، بأن وضعت إلى جانب هذا، حساسا آخر في الأعلى، ينبه الأعمى من الارتطام بأغصان الشجر مثلاً، ولتحمل العصا ميزة حماية المكفوف من الوقوع في الحفر وارتطام رأسه بشيء ما»، ويضيف «كثيراً ما يفقد المكفوفون أحذيتهم عند الدخول للمسجد، مثلاً، أو أماكن عامة، لذا قمت بتزويد هذه العصا بقاطع مغناطيسي، يربط الحذاء بها، بحيث كلما اقتربت منه يصدر صوتاً، ويرشد الأعمى على موقع حذائه، وأدخلت ميزة الساعة الناطقة أيضاً، فلا يحتاج المكفوف إلى السؤال عن الوقت على الإطلاق». وشارك المسلمي إلى جانب 709 أشخاص في مسابقة موهبة، بعد تأهله للمركز الأول من الأحساء، وتأهله على مستوى المنطقة الشرقية، ليقترب من حلمه في تحقيق مركز متقدم ضمن مخترعي المملكة، إلا أنه أصيب بالإحباط، بحسب قوله، حين لم يتم اختيار اختراعه ضمن الفائزين، ليحرم من المميزات التي يكفلها الفوز بهذه المسابقة، أولها: دخول الجامعة بقبول فوري. ويقول: «شعرت بعدم الإنصاف حين استبعدت النتيجة اختراعي من الفوز، ولأول مرة أبكي في حياتي، نعم اعترف بأنني لا أستحق المركز الأول، فهناك اختراعات تستحق التقدير لكنني ومع ذلك، كنت أستحق أحد المراكز المتقدمة». وشدد على أن «المدارس غير مهيأة لاحتضان الطلاب الذين يملكون موهبة الابتكار والاختراع، فإن لم يكن لديه عائلة مساندة له، فستضيع موهبته»، ويدرس حالياً عروضاً قدمت له من شركة أجنبية، لتسويق اختراعه إلى جانب عروض من شركات سعودية، ويطمح بحسب قوله إلى «أن ينمي موهبته هذه، خصوصاً أن عمره لا يزال صغيراً وينتظره مستقبل مشرق.