اكد خبير تقنية المعلومات عبدالعزيز الحمادي أن أمن الفضاء الإلكتروني أو التقني وما يسمى ب «الأمن السيبراني» يعد توجهاً عالمياً للكثير من الحكومات، اذ قامت العديد من الدول أخيرا بإنشاء هيئات وأقسام تهتم بذلك، منها ألمانيا والصين والهند وأميركا وكوريا الجنوبية والأرجنتين. وقال ل «الحياة»: «يعتبر الأمن السيبراني من أهم الوسائل لحماية الأنظمة والبيانات الإلكترونية في الدول، إذ يقوم بتوفير الحماية الكاملة على الأنظمة والأجهزة والبيانات ما قد يضرها أو حتى يسرقها»، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات العالمية تؤكد أن 46 في المئة من المؤسسات الحكومية والخاصة حول العالم تعاني من نقص في الأمن السيبراني. وأكد أن أهمية الأمن السيبراني تزداد مع التحول التقني في المملكة اليوم، خصوصاً مع زيادة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية التقنية لمؤسسات الدولة، كفايروسي شمعون والفدية ونحوهما، إذ أن معظم مؤسسات الدولة تعمل على التقنية في جميع إجراءاتها، وهو الذي يحتم إنشاء هيئة خاصة بالأمن السيبراني، لتقوم بالعمل المستمر على تقوية أمن الحواسيب والأنظمة والبيانات والشبكات وضمان خلوها من أية مخاطر تهدد أمن الدولة. وحول الخدمات التي تقدمها الهيئة المستحدثة، أوضح الحمادي: «يتوقع أن تبدأ الهيئة بعمل تقويم شامل لوضع الأمن السيبراني في المؤسسات الحكومية والخاصة كافة، ثم يُصدر دليل حكومي لمعايير أمن المعلومات في القطاعات الحكومية والخاصة، بعد ذلك يجب أن تبدأ الهيئة في مراقبة تطبيق هذه المعايير وكفاءة الأمن السيبراني لدى جميع المؤسسات». وأضاف: «من المتوقع أن تحتاج الهيئة إلى دعم عدد من التخصصات الجامعية وإيجادها لأهميتها في تخصصات الأمن السيبراني، لتقود عدداً من الوظائف المهمة والمتعلقة بالأمن السيبراني في المؤسسات، ومنها: محلل الأمن «Security analyst» والذي يقوم بتحليل الوضع الأمني في المؤسسات، وتعيين مواطن الضعف والخطر، وكذلك تقدير الخسائر عند حدوث أية هجمات، إضافة إلى مهندس أمن Security engineer وهو المختص بمراقبة الأمن السيبراني عن كثب، وقيادة عمليات التحقيق عند حدوث أية اختراقات، اضافة إلى تخصص المخطِط الأمني « Security architect» الخاص بتصميم النظام الأمني والمكونات الرئيسة للنظام، خصوصاً عند بناء النظام الأمني من الصفر، ومسؤول الأمن « Security administrator» المختص بتثبيت أنظمة الأمان السيبراني على مستوى المؤسسات وإدارة تشغيلها».