أعلن الجيش المصري أمس قتل جميع عناصر «خلية الواحات البحرية» الإرهابية، بوساطة القوات الجوية ووحدات الصاعقة التابعة للجيش وقوات من الشرطة، في وقت تواصل الأجهزة العسكرية والأمنية تمشيط محيط الاشتباكات والمداهمات التي تمت على مدى الأسبوعين الماضيين. وقال الناطق باسم الجيش العقيد أركان حرب تامر الرفاعي في بيان إن «القوات المسلحة والشرطة واصلت العملية العسكرية الأمنية التي تنفذها لاستهداف العناصر الإرهابية المتورطة في عملية الواحات الأخيرة، وملاحقة الفارين منهم». وأوضح أن «القوات الجوية، بالتعاون مع قوات الصاعقة والشرطة، نفذت غارة جوية دقيقة أسفرت عن القضاء على جميع العناصر الإرهابية في المنطقة الصحراوية الواقعة غرب مدينة الفيوم». وكان متطرفون مسلحون بأسلحة ثقيلة اشتبكوا مع قوات مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية قبل نحو أسبوعين في «الواحات البحرية» في الصحراء الغربية، فاستشهد 16 ضابطاً وجندياً، وقتل وجُرح 15 «إرهابياً». وخطف المسلحون الضابط محمد الحايس الذي تم تحريره قبل يومين. وزار أمس الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار الضابط الحايس في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة. وأثنى السيسي على «عطاء رجال القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب، والتضحيات التي يقدمونها دفاعاً عن مصر واستقرارها وأمن شعبها». ونشر الجيش عدة فيديوهات لقصف العناصر الإرهابية في الظهير الصحراوي الغربي لمدينة الفيوم، ظهر تدمير سيارات الدفع الرباعي، ويحمل بعضها أسلحة ثقيلة مضادة للطائرات وقذائف «آر بي جي»، إضافة إلى فيديوات تظهر فرار الإرهابيين بعشوائية في كل الاتجاهات، قبل استهدافهم من قبل القوات الجوية والبرية التي دُفعت في المنطقة لتشديد الحصار المفروض عليهم. كما نشر الجيش صوراً لجثث قتلى تلك الهجمات. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن تنفيذ المهمة بتلك الدقة وما حققته من «نجاح فائق» يقف خلفه جهد استخباراتي وعملياتي استمر على مدى الأيام التي تلت «معركة الواحات»، لافتاً إلى أن قوات الجيش والشرطة كانت قادرة على «سحق تلك المجموعة المتطرفة فوراً»، لكن الرغبة في إنقاذ الضابط محمد الحايس دفعت في اتجاه «التمهل» في استهداف هؤلاء الإرهابيين. وأشار إلى أن «العملية العسكرية الأمنية استهدفت بالتزامن موقعين، بعد الوصول إلى معلومات دقيقة عن تحركات الإرهابيين وتسليحهم وتمركزهم، حيث كان الضابط الحايس بصحبة مجموعة من الإرهابيين المكلفين بحراسته في موقع قريب من تجمع الكتلة الرئيسية للمسلحين، وكان هدفهم الرئيسي الوصول بالضابط إلى ليبيا». وأضاف أن «الضابط بالنسبة إلى المسلحين كان صيداً ثميناً، وضع تحت حراسة مشددة، وكان المسلحون يسعون إلى الفرار إلى ليبيا عبر الطرق الوعرة الواصلة بين صحراء الفيوم والحدود الليبية، لكن تم رصد موقعهم، وحصلنا على معلومات دقيقة عن خططهم، وعزل الضابط الحايس بصحبة مسلحين لحراسته عن التجمع الرئيسي للإرهابيين، فتم التخطيط لحصار المسلحين والتضييق عليهم في نطاق ضيق جداً، والتأهب لتنفيذ عملية عسكرية أمنية تضمنت إنزالاً لقوات من الصاعقة ومظليين لشل حركة المسلحين في محيط تواجد الضابط الحايس، ونجحت العملية بمهارة ثم قصفت القوات الجوية بؤر تلك المجموعة التي تناثرت في الصحراء». وسببت تلك العملية العسكرية الأمنية وتحرير الضابط المخطوف سعادة غامرة في أوساط كثير من المصريين، وزخرت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات عكست ارتفاع الروح المعنوية بعد إحباط ساد الأوساط الشعبية في أعقاب قتل عدد كبير من الضباط والجنود في معركة حامية الوطيس تحدث للمرة الأولى قرب العاصمة. وأعرب مجلس الوزراء عن اعتزازه بعناصر الجيش والشرطة «الذين بذلوا أروع صور الشجاعة والتضحية والفداء، في رصد وتعقب ومباغتة العناصر الإرهابية الآثمة، والنجاح في القضاء على عدد كبير منهم وتحرير الحايس». وشدد على أن مصر ستبقى درعاً حصيناً يضطلع بمسؤولية مواجهة أعداء الحياة ودعاة الجهل والتطرف.