شدد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام على أن الدعم السعودي أنقذ بلاده من «حرب طويلة، وأمن دستورها الجديد الذي نعمت به كل الطوائف السياسية والشعبية». وقال في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته جدة أمس (الثلثاء) إنه أعرب خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره ل«دعم الجيش اللبناني وتسليحه بقيمة ثلاث بلايين دولار، وهو ما انعكس على مؤازرة وحدة لبنان»، موضحاً أنه بحث ونائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبدالعزيز المستجدات في العلاقة السعودية - اللبنانية، وما تواجهه بلاده نتيجة لزيادة أعداد النازحين السوريين، والذين قاربوا - بحسب قوله - مليوني نازح مع نهاية العام الحالي. ورداً على سؤال ل«الحياة» عن إمكان وجود مبادرة لبنانية بخصوص الإفراج عن المسجونين السعوديين في لبنان، أو تسليمهم للمملكة لإكمال محكوميتهم، أجاب بأن «الموضوع قيد البحث مع سفير الرياض لدى بيروت علي عسيري»، مضيفاً أن «الحكومة اللبنانية لا تريد الظلم لأي مسجون، وأنها تريد الحرية، ولكن هناك قوانين ونظم يجب أن تصان». وكشف أن «السياحة السعودية عادت إلى لبنان بأعداد كبيرة، ما يؤكد وجود موسم صيف حافل ينعم به لبنان وزواره من السعوديين». ... الحريري تواصل مع كل القوى السياسية وصف رئيس الوزراء اللبناني لقاءه في جدة مع سعد الحريري ب«الطبيعي»، مؤكداً أن الأخير يتواصل «مع كل الفرق والقوى السياسية اللبنانية، وهناك سعي جاد من سعد الحريري إلى إيجاد نتيجة لحصول الاستحقاق»، مشيراً إلى أن «الاستحقاق في لبنان ليس حكراً على طائفة دون أخرى بل قضية وطنية بامتياز». وقال: «لن نسمح للتطرف بالوجود في لبنان، وستسعى الحكومة دائماً إلى وضع حد له». ... حزب الله وعلاقته بسورية اعترف رئيس الوزراء اللبناني بوجود ما وصفه ب«الفجوة» بين الموقف من سورية، في الحكومة وحزب الله، وقال: «إننا نعتمد في بياننا الوزاري النأي بالنفس عن الأحداث في سورية، وحزب الله شريك معنا في الحكومة ويعتمد هذا البيان، لكن بين الإعلان من جهة والتطبيق والإجراءات من جهة توجد فجوة ومساحة غير مكتملة تتطلب علاجاً وملاحقة وسعياً، ونحن نجتهد في ذلك مع حزب الله ومع غير حزب الله، ليكون النأي بالنفس عملياً مكتملاً على كل المستويات». «الفراغ الرئاسي» وعن المخاوف الناجمة من شغور منصب رئيس الجمهورية، قال: «هناك مادة دستورية واضحة تشير إلى أنه في حال حدث هذا الشغور تناط سلطة رئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء هو مرجعية تنفيذية أساسية يضم كل المكونات اللبنانية، طائفياً وسياسياً ومناطقياً، وبالتالي هو الحاضن الأساسي للبنان واللبنانيين بعد اتفاق الطائف وبموجب دستور لبنان الجديد، فلا خوف من أن تكون الأمانة في مكان غير مناسب، وإن كان شغور منصب رئيس الجمهورية في ظل بعض المزايدات، أو التجاذبات السياسية من الممكن أن يتحول إلى فراغ سياسي مزعج، لكننا نأمل ألا نصل إلى ذلك». ... العلاقات مع إيران رداً على سؤال حول التدخلات الخارجية في بلاده والعلاقة مع إيران، قال رئيس الوزراء اللبناني: «التدخلات الخارجية في لبنان ليست بجديدة، ونتمنى أن تكون بناءة وإيجابية، وعلاقتنا مع إيران كما مع كل دولة علاقة احترام، وفي حال تحولها إلى شيء آخر لن يتسفيد لبنان ولا حتى إيران، وبالتالي سنستمر في السعي إلى تنظيم علاقاتنا الخارجية بما يساعدنا ويدعم وضعنا وليس العكس». عسيري ل«&»: 11 سجيناً سعودياً بعضهم شارك في «أحداث نهر البارد» أكد سفير المملكة لدى لبنان علي عسيري وجود «11 مواطناً مسجوناً في لبنان بعضهم متهم في مخدرات والبعض الآخر شارك في أحداث نهر البارد». وقال ل«الحياة» إن «السفارة تتابع وضعهم مع السلطات اللبنانية»، موضحاً أن «تأخر محاكمتهم ناتج من كثرة السجناء من جنسيات مختلفة». وأشار إلى أنه التقى وزير الداخلية اللبنانية وعدد من المسؤولين لحل مشكلة السجناء السعوديين، ويتم حالياً الإعداد لمحاكمتهم محاكمة عادلة في لبنان أو نقلهم للمملكة للمحاكمة. وحول عدد من سلم نفسه من المشاركين في أحداث سورية أكد أن العدد قليل جداً، وليس من طريق السفارة، داعياً المواطنين الراغبين في السياحة في لبنان إلى «تقويم الوضع قبل السفر والابتعاد عن الأماكن غير الآمنة وبخاصة خارج بيروت». فيما أكد وزير السياحة اللبناني ميشيل فرعون أن بلاده تعيش هدنة سياسية في ظل الحكومة الحالية، مشيراً إلى أن الأمن في لبنان مستقر. وشدد على وجود تحرك في ظل الوضع الحالي لحماية السياح.