ما إن أُعلن فوز الطالبة الفلسطينية عفاف رائد رشيد، بطلة لمسابقة «تحدي القراءة العربي» التي تنظمها حكومة دبي، وتحصد ما قيمته 150 ألف دولار، حتى اعتلت صيحات الفرح في ساحة مدرسة بنات البيرة الثانوية الجديدة، حيث تدرس رشيد الثانوية العامة (الفرع العلمي)، ليتحوّل ذلك اليوم إلى أشبه ما يكون بمهرجان تلقائي شهدته المدرسة، قبل أن يتحول الفوز إلى عرس وطني. ومنذ إعلان فوزها بالجائزة، لم تعد عفاف رشيد تمرّ مرور الكرام، خاصة بعد أن تجاوزت ابنة السابعة عشرة، قرابة سبعة ملايين ونصف المليون مشارك ومشاركة من الوطن العربي، لتتوّج، أخيراً بطلة للمسابقة. الطالبة رشيد، وكانت حلت في المرتبة الأولى فلسطينياً، قبل المنافسة على المسابقة، قالت في تصريحات صحافية: «انتصارنا اليوم هو انتصار الإرادة والتحدي... لا نرضى أن نكون أقل من بقية الشعوب الأخرى، ولن نستسلم للصعوبات والمعوقات ونسمح لها بأن تكسرنا». وكانت رشيد أشارت في رد على سؤال حول القراءة، خلال المنافسات النهائية للمسابقة، بحضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «أقرأ كي لا أغدو جسداً بلا عقل ولا روح، فالقراءة حياة للعقل والروح. أقرأ لأنني أطمح أن أكون عالمة، لقناعتي بأن العلم هو الحل الناجع لكثير من المشكلات، وأن أول خطوة لتحصيله تتم بالقراءة والمطالعة». وأضافت في مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: «يقال إن ليس كل ما يتعلمه المرء في الكتب، وأنا أرى أن الكاتب لم يجلس ليكتب إلا بعد أو وقف ليعيش، فيخرج بخلاصة ما تعلمه في هذه الحياة... تعلمت أن أكون تلميذة في مدرسة العظماء... أن أقرأ وأناقش وأحلل وأنقد وأن أكون متدربة في مدرسة الحياة، عبر تطبيق ما أقرأ». وأشارت نهى طهبوب معلمة اللغة العربية في مدرسة بنات البيرة الثانوية الجديدة، والمشرفة على الفائزة ، إلى أن الطالبة عفاف رشيد شغوفة بالقراءة منذ صغرها، وأن لعائلتها الدور الأكبر في تشجيعها وترغيبها في القراءة وخاصة والدتها التي هي قارئة من طراز رفيع أيضاً. وشددت طهبوب، التي كشفت ل «الحياة» أن لا تجارب إبداعية كتابية لرشيد في الشعر أو السرد النثري حتى الآن، بأنها كانت «على ثقة بأن الطالبة عفاف رشيد ستحقق نتيجة مهمة، وحضوراً لافتاً في المسابقة، فهدوؤها الذي يميزها لا يتعارض مع شخصيتها الطاغية، وأنها مرشحة فوق العادة للفوز باللقب، وهو ما حصل، وأثلج صدورنا جميعاً». وقالت طهبوب إن «عفاف طالبة متميزة على كافة المستويات، واعتمدت في قراءاتها تمهيداً للمسابقة على ثلاثة مسارات: القراءات الأدبية، والقراءات العلمية، والقراءات ذات الطابع الاجتماعي، وخصصت بناء على نصائحنا في المدرسة وفي مديرية التربية والتعليم بمحافظة رام الله والبيرة، ووزارة التربية والتعليم العالي، كتيّباً لتخليص كل مسار على حدة، كما تم تدريبها وإعدادها خصيصاً لهذه المسابقة، عبر توجهيها للاطلاع على الموسوعات، وقراءة ملاحم تاريخية، وكتب أكثر تنوعاً». وكان وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، اعتبر فوز الطالبة رشيد في مسابقة «تحدي القراءة»، استمراراً لمسيرة الإنجازات المتلاحقة التي يحققها نظام التعليم الفلسطيني، و «هو انتصار لقضية الشعب الفلسطيني ورفع علمه في كافة الأروقة الدولية». يذكر أن مسابقة «تحدي القراءة العربي» أطلقها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2015، وهو الذي صفق للطالبة رشيد طويلاً خلال مشاركتها المتميزة في تصفيات المسابقة، وعقب فوزها باللقب، وأنها تقوم على قراءة خمسين كتاباً على الأقل، وتقديم ملخصات عنها للجنة تحكيم تختار الفائزين. واللافت أن نسبة مشاركة الطلاب العرب من الجنسين في المسابقة كانت مرتفعة كثيراً هذا العام، حيث شارك أكثر من 7.4 مليون طالب وطالبة، و41 ألف مدرسة عربية.