تبادل الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والأميركي باراك أوباما، على هامش احتفالات الذكرى ال65 لإنزال القوات الحليفة على شواطئ النورماندي الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، الاشادة بالتوافق الكامل بين بلديهما في شأن القضايا الدولية، فيما شدد ساركوزي على أن الخلاف الأميركي - الفرنسي على ضم تركيا الى الاتحاد الأوروبي ينحصر في الشكل، وليس في الهدف الخاص بتشكيل هذا البلد جسراً بين الشرق والغرب. وقال الرئيس الفرنسي خلال الاحتفالات في مدينة كان شمال غربي فرنسا أمس: «ربما لم يشهد تاريخ بلدينا هذا المقدار من التقارب حيال الملفات والمواضيع الكبرى». ولفت الى دعم بلاده سياسة «اليد الممدودة» الى روسيا والتي تعتمدها أميركا, واتفاق باريس وواشنطن على ضرورة إيجاد حلول لقضايا عالمية أبرزها النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني, والملفان النوويان لإيران وكوريا الشمالية. وأكد أوباما ان فرنساوالولاياتالمتحدة تتشاركان «القيم ذاتها» في مواجهة مشاكل حقوق الإنسان والأمن، مشيداً باضطلاع فرنسا بدور «نموذجي» في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأهمية عودتها أخيراً الى قيادة الحلف لجهة تعزيز أمن أوروبا. وأبدى رغبته في إطلاق محادثات سلام «جدية وبناءة» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تقود الى حل قائم على وجود دولتين، علماً انه أعلن في ألمانيا أول من أمس إنه واثق بإمكان إحراز تقدم بين الطرفين هذه السنة. ودعا الفلسطينيين الى نبذ العنف، وتحسين نظامهم بالحُكم لطمأنة الإسرائيليين، وحض الدول العربية على مواكبة هذا المسار ل «تخطي العقبات الحالية». وحذر من ان امتلاك إيران سلاحاً نووياً «أمر بالغ الخطورة ليس لإسرائيل فقط، بل للعالم كله». لكنه تعهد عدم حصول ذلك «في عهدي أو عهد الرئيس ساركوزي»، مستدركاً: «نريد أفعالاً تؤكد نية الإيرانيين عدم امتلاك سلاح نووي، لأن العلاقات الدولية تبنى على الأمل فقط، وحينها لن يكون صعباً إطلاق مفاوضات معها، في إطار من الثقة يسمح لها بضمان انتعاش اقتصادي». أما ساركوزي الذي التقى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في باريس الأربعاء الماضي، فدعا طهران الى انتهاز فرصة اليد الممدودة من أوباما، وتحديد موعد لاستئناف محادثاتها مع مجموعة الدول الست، مكرراً التنديد ب «التصريحات غير المقبولة» للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد حول المحرقة اليهودية التي يصفها بأنها «خدعة كبرى». تزامن ذلك، مع كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرين جديدين أصدرتهما حول الملفين النوويين لسورية وإيران، أن طهران تشغّل حالياً اكثر من 7 آلاف جهاز طرد مركزي في منشأة نتانز، وأنتجت حتى 31 أيار (مايو) الماضي 1339 كيلوغراماً من اليورانيوم القليل التخصيب، علماً أنها تحتاج الى كمية تراوح بين ألف و1700 كيلوغرام من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية واحدة. ورأى مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية ان التقرير «وثيقة واضحة على طبيعة النشاطات النووية السلمية لبلاده»، مكرراً رفض بلاده تعليق التخصيب. وأورد التقرير الخاص بسورية أن مفتشي الوكالة الذرية عثروا، للمرة الثانية خلال سنة، على «جزئيات من اليورانيوم الطبيعي»، في عينات أُخذت من مفاعل للبحوث في دمشق. وأعلن مسؤول بارز مقرب من الوكالة ان من المبكر جداً الحديث عن علاقة بين الجزئيات التي رُصدت في هذا المفاعل، وتلك التي عُثر عليها في موقع الكُبر في منطقة دير الزور، والذي دمّرته مقاتلات إسرائيلية عام 2007، وتعتبره الولاياتالمتحدة مفاعلاً نووياً ذا تصميم كوري شمالي. على صعيد آخر، وصف أوباما التجارب الصاروخية والنووية الأخيرة لكوريا الشمالية بأنها «استفزازية»، متعهداً مراجعة سياسة بلاده في التعامل مع تهديدات الدولة الشيوعية لاستقرار الأمن الإقليمي، «إذ لا ننوي الاستمرار في سياسة مكافأة الاستفزاز».