اتهم الجيش الباكستاني المسلحين الإسلاميين في سوات بالتسبب في مقتل اثنين من قادة «حركة تطبيق الشريعة» اعتقلهما جنود الخميس الماضي، فيما كانوا يحاولون نقلهما مع مجموعة من السجناء الآخرين إلى مدينة بيشاور للتحقيق معهما. وأكد بيان للجيش أن كلاً من الملا محمد علم نائب الملا صوفي محمد مؤسس الحركة في مالاكند والملا أمير عزت الناطق باسم صوفي محمد، قتلا بانفجار لغم أرضي بآلية عسكرية كانت تقلهما قرب مدينة مردان خارج إقليم سوات. كما أسفر الهجوم عن مقتل ضابط باكستاني وجرح خمسة جنود. ووصف الجيش الهجوم بأنه محاولة فاشلة من «طالبان» لإطلاق المعتقلين، لكنه لم يشر إلى كيفية علم المسلحين بوجود الاثنين في القافلة التي تحركت قبل الفجر. وأكد الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس وقوع الحادث خارج سوات، ما يشير إلى تمكن المسلحين من توسيع انتشارهم خارج الإقليم المضطرب. لكن مراقبين اعتبروا الهجوم متعمداً لقتل المعتقلين، ما يشير الى خلاف عميق بين «حركة تطبيق الشريعة» والمسلحين، خصوصاً ان علم وعزت كانا من أهم الشخصيات التي عملت لإعادة الاستقرار الى سوات والحفاظ على خط اتصال مع السلطة. وأشار مراقبون الى أن الجيش لم يسبق أن أعلن اعتقال علم وعزت، وكان نفى تصريحات لمسؤولين في بيشاور عن اعتقال الملا صوفي محمد وعدد من قادة حركته. وتوقعت مصادر في بيشاور أن يعمد الجيش بعد الهجوم، الى توسيع عملياته في مالاكند، حيث يمكن أن يلجأ إلى السيطرة على دير العليا التي شهدت تفجيراً انتحارياً في أحد المساجد أول من أمس، ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلاً و70 جريحاً. في غضون ذلك، كرر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ان حكومته ستسعى الى القضاء على الإرهاب والتطرف، وأكد أن «القوات الباكستانية تحقق نجاحاً يومياً في عمليتها لمكافحة الإرهاب». وزاد ان «طالبان» لن تنجح في «محاولاتها للإيحاء بأن باكستان دولة فاشلة».