حافظ برشلونة الإسباني على تقليده بالاحتكام إلى أحد معالمه القديمة عندما يمر بأوقات صعبة، وذلك من خلال التعاقد مع لويس إنريكي للإشراف عليه بعد الموسم المخيب الذي عاشه بقيادة الأرجنتيني خيراردو مارتينو. فمن جوان جوسيب نوغيس إلى جوسيب ساميتييه والهنغاري لاديسلاو كوبالا وسيزار رودريغيز وخواكين ريفي والهولندي يوهان كرويف، وصولاً إلى جوسيب غوارديولا، جميعهم قادة سابقون لبرشلونة تحولوا لاحقاً ليتسلموا تدريب الفريق الأول للنادي الكاتالوني. وأضيف إنريكي، الذي دافع عن ألوان «البلوغرانا» من 1996 حتى 2004 بعد أن انتقل إليه من الغريم الأزلي ريال مدريد وتوّج معه بألقاب الدوري مرتين والكأس مثلهما وكأس السوبر وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة، إلى هذه اللائحة بعد أن اختبر الفريق أسوأ موسم له منذ 6 أعوام بفشله في إحراز أي لقب بإشراف مارتينو الذي تسلم المنصب قبل أسبوعين على بداية الموسم إثر استقالة تيتو فيلانو بسبب تجدد مرض السرطان في الغدة اللعابية ما أدى لاحقاً إلى وفاته. وينفرد غوارديولا، الذي أحرز 14 لقباً خلال أربعة مواسم قبل أن يقرر الخلود إلى الراحة ثم الانضمام إلى بايرن ميونيخ الألماني، بميزة أنه كان الوحيد من بين هؤلاء الذي ارتدى شارة القائد ثم درّب الفريق الرديف وبعدها الفريق الأول، فيما ينفرد كوبالا بأنه الوحيد بين القادة الثمانية السابقين الذي أشرف على الفريق الأول مرتين. وانضم إنريكي، الذي سيخوض تجربته التدريبية الثالثة على صعيد الفريق الأول بعد أن أشرف على روما الإيطالي (2011-2012) وسلتا فيغو (2013-2014)، إلى غوارديولا كالقائدين الوحيدين اللذين حملا شارة القيادة وأشرفا على الفريق الرديف ثم الأول، فيما أشرف كل من جوسيب سيغوير ولوريانو رويز وخوسيه لويس روميرو على الفريقين الرديف والأول إلا أنهم لم يرتدوا يوماً شارة القائد. وهناك 15 مدرباً آخرين دافعوا عن ألوان الفريق الأول قبل أن يتسلموا الإشراف عليه وهم الإنكليزي جاك غرينويل (درب الفريق مرتين)، وروما فورنز والهنغاري فيرينيك بلاتكو (دربه في مناسبتين)، وجوسيب بلاناس ورامون غوزمان وإنريكي فرنانديز ورامون لورنس ودومينغو بالمانيا ولويس ميرو وجوسيب غونسالفو وسالفادور ارتيغاس والفرنسي لوسيان مولر وكارليس ريكساش وتونيو دي لا كروز وتيتو فيلانوفا. وتأمل إدارة النادي الكاتالوني بأن يتمكن إنريكي من حل المشكلة التي واجهها الفريق بقيادة مارتينو الذي اعتمد في بادئ الأمر أسلوبه باللعب المباشر وليس «تيكي تاكا» الذي اشتهر به الفريق مع غوارديولا، فواجه انتقادات بالجملة، ثم في النصف الثاني من الموسم لاحظ الكثيرون عجزه عن إدارة لاعبيه وكبريائهم. وعرف إنريكي النجاح في مشواره التدريبي مع برشلونة، إذ قاد الفريق الرديف للصعود إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى منذ 11 عاماً وذلك في موسمه الثاني معه. والأمر اللافت أيضاً، أنه تمكن من قيادته إلى المركز الثالث في الدرجة الثانية في موسمه الأخير معه عام 2011، لكنه لم يتمكن من خوض الملحق الفاصل مع صاحب المركز ال18 في الدرجة الأولى، لأنه لا يسمح لفريق رديف بالمشاركة في الدرجة الأولى. وتوقع الكثيرون أن يكون إنريكي خليفة غوارديولا في تدريب الفريق الأول عندما قرر الأخير الرحيل، لكن وجهة لاعب الوسط السابق كانت العاصمة الإيطالية حيث أشرف على روما. «عندما تعرف روما عليّ، علم بأنني مدرب هجومي يحب الهجوم والكرة الجميلة»، هذا ما قاله إنريكي بعد فترة على توليه تدريب روما، مضيفاً: «الأمر الأهم هو أن يأتي الجمهور لمشاهدتنا، وأن يستمتع بوقته. إنها طريقة لعب جميلة. سنلعب من أجل الهجوم، وأنا لا أفكر في كرة القدم بطريقة أخرى». والأسلوب الهجومي الذي يحبه إنريكي ويعتمده كمدرب، سيجعل منه الشخص المناسب لبرشلونة حتى وإن انتهى مشواره مع روما بعد موسم واحد فقط بسبب فشل الفريق في التأهل إلى إحدى المسابقتين القاريتين. ولعب القدر دوره الصيف الماضي، إذ كان هناك احتمال كبير بأن يصل إنريكي إلى برشلونة عوضاً عن مارتينو بعد استقالة الراحل فيلانوفا، لو لم يوافق على عرض سلتا فيغو الذي قاده إلى احتلال المركز التاسع، وهي أفضل نتيجة له منذ 8 أعوام.