على رغم أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على كل شيء في الحياة إلا أنها لم تؤثر على أناقة المرأة وأزيائها، وعلى رغم أنه لا توجد أرقام محددة يمكن أن تُبنى عليها إحصاءات لتقدير حجم إنفاق النساء على أناقتهن، إلا أنهن ينفقن بسخاء على زينتهن وأناقتهن، بحسب رأي اختصاصيين في مجال الأزياء، إذ إن حجم مبيعات الملابس، سواء كانت سهرة أو عرائس أو «كاجوال»، ظلت كما هي ولم تتغير كثيراً، بحسب ما يؤكد خبير الأزياء وعضو الاتحاد العالمي الأكاديمي للجمال ونائب رئيس لجنة المنسوجات في الغرفة التجارية السعودية عبدالله بن شويل، «خصوصاً أن غالبية النساء لا يكررن ارتداء الفستان في أكثر من مناسبة، ما يجعل المرأة تشتري أو تفصل عدداً من الفساتين في الموسم الواحد، الأمر الذي يكلفها الكثير من المال، غير متأثرة أو آبهة بالأزمة الاقتصادية العالمية». ويؤكد ابن شويل أن «النساء مازلن ينفقن الكثير على فساتين السهرة من دون اكتراث للمبالغ التي ينفقنها، مبديات أولى اهتمامهن بالأناقة والجمال أكثر من الأموال»، مبرراً عدم تأثر مبيعات الملابس، سواء كانت سهرة أو فساتين الفرح والخطوبة، بالأزمة الاقتصادية العالمية، إلى أن مناسبات الأفراح والخطوبة مستمرة مدى الحياة، سواء كانت هناك أزمة اقتصادية أم لم تكن، متسائلاً ماذا ستفعل المرأة هل ستتوقف عن الشراء؟ لكنه عاد مؤكداً على أن وضع الشراء قد يكون اختلف عن السابق بنسبة بسيطة جداً، على رغم عدم تأثير الأزمة الاقتصادية على اهتمام المرأة بأناقتها، ويوضح ابن شويل: «أصبحت بعض النساء والعرائس يبحثن عن السعر الأقل، فالعروس قبل أعوام عدة لم تكن تشتري فستاناً بأقل من ثلاثة آلاف ريال على أقل تقدير، أما في الوقت الحالي فقد اختلف الوضع نوعاً ما بنسبة بسيطة جداً، إذ أصبحت تبحث عن سعر أقل من ذلك»، مشدداً على أن «البحث عن السعر الأقل ليس تعميماً ينطبق على كل المقبلات على الزواج، لكن البعض منهن، إذ إن غالبيتهن لا يلقين بالاً للأسعار بقدر اهتمامهن بالفكرة المبدعة والتصميم المميز والقطعة الجيدة بخامات أصلية وراقية لتشعر بتميزها في المناسبة عن سائر النساء». وأضاف: «أن تقليد المنتجات والأفكار المبدعة أكثر ما يؤثر على أرباح المبيعات، وأن غالبية من يقوم بالتقليد من العمالة الوافدة وغير النظامية، الذين يقومون بتأجير موقع بسعر رخيص جداً يستخدمونه للسكن وفي الوقت نفسه لتنفيذ الأعمال التي غالباً ما تكون مقلدة لمنتجات المحال الشهيرة التي تكلفت مبالغ باهظة من المصممين لتقديم منتج مميز بسعر مميز الذي يسعى الوافدون إلى تقليدها من دون أي تكاليف تذكر». وتابع: «هناك من يلجأ إلى شراء القطعة المميزة بأي مبلغ كان، وذلك من أجل تنفيذ عدد كبير منها (تقليدها) وبيعها بأسعار رخيصة، ما يؤثر على أرباح السوق والمبيعات، لكن المتسوق الخبير يستطيع اكتشاف التقليد، وذلك من خلال الفرق الواضح في الجودة، سواء في الخامات أو العمل». ويشدد ابن شويل على تأييده لتأنيث محال الملابس النسائية كلها الجاهزة والتفصيل، متمنياً سرعة تطبيق القرار، مشيراً إلى أنه ليست جميع المحال تعمل باتقاء الشبهات، وأوضح: «أن المرأة من تختار وتشتري ملابسها، والبائع الرجل حينما يشرح بعض التفاصيل للنساء تكون مخجلة بالنسبة لهن، إذ تتعلق بمناطق حساسة في أجسادهن، إضافة إلى النقطة الأهم التي دائماً ما تواجه المرأة صعوبة أمامها وهي المقاسات، لذا عندما يكون هناك عنصر نسائي يعمل في المحال التجارية فسوف نبتعد عن الفتنة وعن وجود الرجل مع المرأة في هذه الجزئية».