لا يقتصر الطمع في رواتب المرأة العاملة على بعض الأزواج، الذين يشعرون بأن لديهم حقاً في مداخيل زوجاتهم، لاعتبارات عدة، من بينها رباط الزوجية المقدس، والسماح للزوجة باقتطاع أوقات من يومها للدوام في العمل بل يمتد إلى أناس آخرين، لا تربطهم بالمرأة العاملة أي صلة، بيد أنهم يوفرون لها ما تحتاج من مستلزمات نسائية، ويتأهب تجار المحال النسائية لاستقبال المرأة العاملة، كزبونة «تمتلك قدرة شرائية لا بأس بها»، بيد أن حال التأهب تصل إلى درجتها القصوى، مع نهاية كل شهر عربي ونظيره الميلادي، لإدراك هؤلاء التجار أن راتب المرأة ينزل إلى حسابها في هذين اليومين، ما يمكنها من شراء ما تحتاج إليه من أغراض جديدة، سواءً لها أو لأحد من أفراد أسرتها، ويعتاد جزء كبير من الموظفات على ارتياد الأسواق كلما سنحت لهن الفرصة لذلك، لاستطلاع حال السوق، ومعرفة الجديد والحديث فيها من السلع المختلفة، وغالباً ما يؤجلن قرار شراء ما يرغبن فيه إلى أول الشهر، بعد تسلم الراتب. وتجتذب محال نسائية عميلاتها بأنواع عدة من الهدايا على المبيعات، وتخفيضات على الأسعار تطبقها من وقت لآخر، وتعتمد غالبية المحال النسائية أساليب تسويقية جديدة وقديمة، تركز على طريقة عرض السلع، وسبل الإقناع، ويرجع مسؤول المبيعات في أحد محال الملابس النسائية في الدمام، أسامة عمراني، نجاح محال المستلزمات النسائية إلى «أسلوب البائع وطريقة تعامله مع المشتريات من النساء، فالكلام المرتب والمنطقي أثناء عرض السلع، يتوقف عليه نجاح عملية البيع، فهناك ملابس قديمة لا تحظى بالإقبال الكبير، لكنها قد تجد رواجاً إذا كان هناك بائع حصيف في إقناع المرأة، بمميزات هذه السلعة، والقفز فوق عيوبها». ويتلقى عمراني، تعليمات من إدارة المحل الذي يعمل فيه بضرورة «التخلص من أي سلع قديمة في المحل، وبيعها قبل عرض الموديلات الجديدة». ويقول: «ندرك أن غالبية زبونات المحل من فئة العاملات، لذا نتأهب لاستقبالهن في بداية الشهر الهجري أو الشهر الميلادي، بتشكيلة كبيرة من الموديلات، تضم الجديد والقديم، ونترك للمرأة حرية الاختيار، وإن طلبت النصيحة، لا نبخل عليها بها، وإن كانت النصيحة تميل إلى الموديلات القديمة، حرصاً على التخلص منها». وتنفق سعاد عبدالله، المعلمة في المرحلة الثانوية، ما يفوق نصف راتبها في محال الملابس «أهتم بمظهري أمام زميلاتي، وأمام الطالبات أيضاً، وأشتري كل شهر، ما لا يقل عن ثلاثة أطقم من الملابس الجديدة، ارتديها مع ملابسي القديمة، وأحرص على أن أكون في كامل أناقتي»، مشيرة إلى قيام طالبات «بشكل غير معلن، بانتقاد المعلمات في ملابسهن وإكسسواراتهن أيضاً، وعلى رغم أن هذه الانتقادات تدور بين الطالبات في أحاديثهن اليومية بشكل خفي، بيد أن صداها يصل إلى المعلمات بصورة أو بأخرى، ويصاحب هذه الانتقادات تعليقات على بعض المعلمات اللائي يتصف مظهرهن بأنه متواضع». وتتعامل سعاد مع محال بعينها «منذ ثلاث سنوات، وأنا أتعامل مع عدد محدود من المحال التجارية، أشعر أن بها ما يرضيني من موديلات حديثة، كما أشعر أن أسعارها أفضل من غيرها»، موضحة أن هذه المحال «تنظم تخفيضات بين فترة وأخرى، على سلعها، كما أنها تمنح هدايا خاصة للزبائن الدائمات لديها». ولا تميل صفاء محمد «موظفة في القطاع الخاص» إلى التسرع في شراء أي مستلزمات تحتاج إليها «أتردد على المحال كثيراً، ولا أقرر الشراء إلا بعد زيارات مستفيضة للمحال المختلفة، لمعرفة أنسب السلع وأرخصها سعراً، وأجد نفسي في نهاية المطاف مقتنعة بسلعة ما، فأقبل على شرائها»، مشيرة إلى أن موعد الشراء غالباً ما يكون في بداية الشهر الميلادي، عندما أتسلم راتبي».