أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس اتصالاً هاتفياً بالرئيس بشار الأسد للإطمئنان الى الأوضاع في سورية، في وقت قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إن بلاده تتابع عن كثب تطور الأحداث في سورية، وأنه أوفد رئيس الاستخبارات الى دمشق مجدداً، مؤكداً انه لم يسمع من الأسد رفضاً لتطبيق الاصلاحات، وأنه نصحه بسرعة تطبيقها. وأعلن البيت الابيض انه ينتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج سلمياً. وفيما تترقب سورية الخطاب الذي يتوقع ان يلقيه الأسد قريبا، حسب تأكيد نائبه فاروق الشرع، تواصل الهدوء لليوم الثاني في المدن السورية، باستثناء تظاهرة محدودة في درعا، وإعلان منظمة حقوقية عن اعتقال 5 محامين أخيراً. وأفادت وكالة الأنباء السعودية ان خادم الحرمين الشريفين أجرى اتصالاً هاتفياًَ بالرئيس الأسد جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية، والإطمئنان على الأوضاع في سورية، وبحث المستجدات في المنطقة، مضيفة ان الأسد ابلغ الملك عبدالله بأن الأوضاع في سورية مطمئنة، معرباً عن شكره وتقديره له على ما يوليه من اهتمام بسورية وشعبها. وافاد بيان رئاسي سوري ان خادم الحرمين الشريفين أعرب في الاتصال مع الاسد عن «دعم المملكة سورية في وجه ما يستهدفها من مؤامرة لضرب أمنها واستقرارها»، ووقوف السعودية «الى جانب قيادة سورية وشعبها لإحباط هذه المؤامرة». وفي انقرة، كشف أردوغان الذي كان يتحدث الى الصحافيين في المطار قبيل مغادرته الى العراق في زيارة رسمية، أنه تحدث الى الأسد مرتين خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأنه لم يسمع منه رفضاً لتطبيق الاصلاحات، بل أن الأسد قال له ان العمل على رفع حال الطوارئ ووضع قانون للاحزاب السياسية بدأ فعلا، مستدركاً انه نصح الرئيس السوري بتطبيق سريع وحقيقي للإصلاحات على الأرض من دون تأخير. واضاف: «من المستحيل بالنسبة الينا أن نظل صامتين في مواجهة هذه الاحداث ... لدينا حدود بطول 800 كيلومتر مع سورية». وأوضح أن تركيا تتابع عن كثب تطور الأحداث، وأن وزارة الخارجية على اتصال دائم بدمشق لتتبع التطورات. من جانبه، صرح نائب الرئيس فاروق الشرع بعد لقائه مسؤولا صينيا امس بأن الأسد سيلقي «كلمة مهمة خلال اليومين المقبلين تطمئن كل أبناء الشعب». ويتوقع ان تشهد دمشق اليوم مسيرة كبيرة تأييداً للأسد بعد مسيرة مماثلة في حلب اول من امس. وعلى ارض الواقع، استمر مساء امس الهدوء في مدينة اللاذقية غربي البلاد بعد دخول قوات الجيش وتعاون قوى الامن مع المواطنين في اعقاب سقوط 12 قتيلا و200 جريح على ايدي «مجموعات مسلحة». ونفى مسؤول اطلاق قوى الامن النار على متظاهرين في مدينة درعا. وكان شاهد اكد ان قوات الامن اطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطوارئ. في هذه الاثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان امس ان السلطات السورية اعتقلت خمسة محامين خلال الايام الماضية، داعياً الى «الافراج الفوري عن معتقلي الرأي». وكان المرصد أعلن اول من امس ان السلطات السورية اعتقلت عشرات المعارضين خلال تظاهرات الجمعة.