استقال رئيس مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» في مصر كرم زهدي والرجل الثاني فيها ومنظرها الدكتور ناجح إبراهيم من مجلس شورى الجماعة أمس، لتفضيلهما «التفرغ للدعوة بعد أن ترسخ فكر مبادرة وقف العنف»، بحسب إبراهيم. لكن الاستقالة جاءت بعد خلافات بين جناحين في الجماعة انتهت باتفاق على عقد جمعية عمومية. لكن إبراهيم نفى ل «الحياة» أي علاقة بين قراره وزهدي الاستقالة والخلافات التي تفجرت أخيراً إثر إصدار مجلس شورى الجماعة قراراً بفصل القيادي صفوت عبدالغني ووقف عضوية عصام دربالة، وهو القرار الذي بررته ب «سعي قلة من الجماعة إلى العودة إلى فكر ما قبل المبادرة، ومحاولة تحويل فكر الآخرين إلى مرحلة ما قبل المبادرة عبر عقد لقاءات مع عدد من الإخوة وحضهم على ترك فكر المبادرة»، في إشارة إلى مبادرة وقف العنف التي تبنتها الجماعة في نهاية التسعينات. غير أن عبدالغني ودربالة اعتبرا أن القرار هدفه «قطع الطريق على إعادة هيكلة الجماعة وانتخاب قياداتها على مختلف المستويات». وبدا أن الجماعة انقسمت إلى فريقين، الأول يضم إبراهيم وزهدي وأنصارهما، والثاني يضم عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر وعبدالغني ودربالة وأنصارهم. وأفيد أن وساطات تمت بين الفريقين قادتها «لجنة الإصلاح والوفاق» التي شكلت من قادة تاريخيين في الجماعة على رأسهم صلاح هاشم والدكتور عبدالآخر حماد، انتهت إلى عقد انتخابات داخل الجماعة. وقال إبراهيم إنه وزهدي قررا «ترك ما يمكن التنازع حوله بعدما استقر فكر المبادرة»، موضحاً أنه سيظل عضواً في الجماعة من دون تولي أي مهام إدارية وأنه لن يقبل بأي تكليف حتى لو اختير في الانتخابات المقبلة. وأضاف: «دورنا من الخارج قد يكون أشد أثراً من وجودنا في الهياكل القيادية للجماعة... كل قيادي له زمن وهذا الزمن ليس لي». ونوّه بأن «المبادرة حققت أهدافها وأمن أفراد الجماعة الإسلامية في مجتمعهم ووطنهم، وأمنهم المجتمع، وبالتالي أدينا واجبنا وتركنا المسؤولية لمن يختاره أبناء الجماعة». وأوضح أن «شؤون الجماعة أوكلت إلى لجنة الإصلاح لحين إجراء الانتخابات». وأعلن إبراهيم في بيان أنه «بعد غياب طويل أعود إلى الدعوة إلى الله من جديد، لكن من دون قيد، لا من الدولة ولا من المسؤوليات الإدارية التي أثقلت كاهلي في السنوات الماضية»، مشيراً إلى أن «المسؤوليات الإدارية التي توليتها في الجماعة الإسلامية كانت مصدراً كبيراً لإزعاج نفسي وإثارة قلقي، وشغلي عن رسالتي الأساسية التي عشقتها وهي الدعوة إلي الله، فضلاً عن أن هذه المسؤوليات الإدارية كانت سبباً في توجيه نصال النقد بل والحقد أيضاً إلى صدري».