أعلن مصدر عراقي ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وصل ظهر أمس إلى بغداد في زيارة يبحث خلالها في العلاقات السياسية والاقتصادية مع كبار المسؤولين. وأوضح علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، أن «الزيارة تهدف الى تفعيل الاتفاقات الاقتصادية السابقة المبرمة بين البلدين وزيادة التعاون في كل المجالات». وسيلتقي اردوغان الرئيس جلال طالباني ومسؤولين آخرين للبحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والملفات الإقليمية. وكان ديبلوماسي تركي أعلن في أنقرة ان «المحادثات التركية العراقية ستتطرق الى قضية متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في الجبال العراقية ويتسللون منها إلى الاراضي التركية لشن هجمات». ومن المقرر ان يلتقي أردوغان المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في النجف، جنوب بغداد، كما سيتوجه الى إقليم كردستان ليكون بذلك أول رئيس وزراء تركي يزور هذه المنطقة التي كانت علاقاتها متوترة مع أنقرة على خلفية اتهام السلطات التركية لأكراد العراق بدعم متمردي حزب العمال. يُذكر ان الزيارة الاخيرة لأردوغان للعراق تعود الى تشرين الاول(اكتوبر) 2009. ويرافقه في زيارته وزير الخارجية احمد داود اوغلو ووفد من رجال الاعمال. وللشركات التركية حضور قوي في عدد من القطاعات الاقتصادية في كردستان العراق. وفي هذا السياق، نظمت هيئة الاستثمار الوطنية لقاء مع رجال الاعمال الاتراك الذين يرافقون اردوغان، وعددهم بالعشرات. وقال رئيس الهيئة سامي الاعرجي: «نطرح امام الوفد فرص استثمار، بينها المباشر والمشترك، في عشر قطاعات تتضمن النفط والغاز والصناعة والاتصالات والانشاءات والنقل وغيرها. وأوضح: «لدينا استثمارات في مجالات القطاع النفطي بقيمة 25 بليون دولار، بينها بناء أربع مصاف في كركوك وميسان بطاقة 150 ألف برميل يومياً لكل منها، وذي قار بطاقة 300 الف برميل يومياً وكربلاء بطاقة 140 الف برميل يومياً». وأعرب عن أمله في «مشاركة فعالة في مجال تصنيع المعدات وتحقيق نهضة كبيرة في قطاع الكهرباء»، حيث يحتاج العراق الى حوالى 15 ألف ميغاواط. وكشف الأعرجي فرصاً للاستثمار عبر «بناء مطار في الفرات الاوسط وتأهيل مطاري بغداد والبصرة، والسكك الحديد وخطوط نقل سريعة تربط العراق بسورية والأردن، وبناء ميناء الفاو الكبير». وأضاف: «كما توجد فرص للاستثمار في قطاعات النسيج والأدوية والأغذية والأسمدة والكيماويات والإسكان والبنى التحتية والمياه والصرف الصحي». وفي قطاع الصحة، أكد الأعرجي حاجة بلاده الى «بناء 24 مستشفى سعة 400 سرير لكل منها و1140 مركزاً صحياً» في عموم العراق. وقال إن هناك «حاجة الى بناء خمسة آلاف مدرسة ابتدائية وثانوية وتأهيل عدد من الجامعات». وأقرت الحكومة في شباط (فبراير) الماضي موازنة بقيمة 96.6 تريليون دينار (81.9 بليون دولار) بينها نفقات تشغيلية، بواقع 56.4 بليون دولار، في حين تبلغ النفقات الاستثمارية 25.4 بليون دولار. من جهة أخرى، قال رئيس الوفد التركي محمد بيوكشه، إن «حجم التبادل التجاري بلغ 7.5 بليون دولار خلال العام الماضي، ونأمل أن يصل الى عشرة بلايين دولار (...) وهذا ليس بالامر المستحيل».