دعا رئيس الوزراء التركي في مستهل زيارة الى بغداد تستمر يومين لجعل العلاقات العراقية – التركية «نموذجاً يحتذى في الشرق الأوسط»، فيما طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظيره باحترام السيادة العراقية، في اشارة الى العمليات التي يشنها الجيش التركي ضد «حزب العمال الكردستاني». وعقد اردوغان، فور وصوله إلى بغداد امس على راس وفد يضم 9 وزراء، جولة محادثات مع المالكي اعقبها لقاء مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان إياد السامرائي، وقادة الكتل البرلمانية ، ويتضمن برنامجه لقاء مع رئيس الجمهورية جلال طالباني. وقال السامرائي امس ان «تأمين حصة كافية للعراق من المياه من اكبر القضايا التي تعزز العلاقات الثنائية بين البلدين». ونقل بيان لرئاسة البرلمان عن أردوغان تفاؤله بالاستقرار والنمو اللذين يشهدهما العراق، مؤكداً تفهم بلاده أزمة المياه التي يعانيها. وطالب ، على ما جاء في البيان بأن يكون لكركوك وضع خاص فأجابه السامرائي «بأن أفضل الحلول لقضية كركوك هي تلك التي تنبع من الداخل». ومن المؤمل أن تسفر الزيارة، عن إعلان مبدئي لمجلس الشراكة بين بغداد وانقرة، وتوقيع نحو 40 بروتكولا للتعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى، البحث في قضية المياه واهمية ضمان حصة العراق من نهري دجلة والفرات، وتسريبات عن احياء الوساطة التركية في الأزمة العراقية – السورية. وقال أردوغان خلال لقائه عبد المهدي أمس إنه يأمل في إقامة «علاقات تعاون وشراكة مع العراق تكون نموذجاً يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط». ونقل بيان صادر عن مكتب نائب الرئيس العراقي عنه قوله «ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل الى خمسة بليون دولار، ونطمح لرفعه الى 20 بليوناً في اقرب وقت ممكن»، مشيراً الى ان تركيا ستستمر بالتعاون مع الجانب العراقي للوصول الى تفاهم حول موضوع المياه. من جهته، وصف عبد المهدي الزيارة ب «التاريخية والمهمة»، وقال إن «التوقيع على 44 مذكرة تفاهم هو بحد ذاته أمر جيد وتطور كبير لمصلحة بناء علاقات استراتيجية بين البلدين». واضاف ان العراق «يدعو الى التضامن والوحدة والتعاون بين دول المنطقة»، مشدداً على ان» كل مقومات التكامل متوفرة». وفي إشارة الى تضمن الزيارة مناقشة قضية كركوك التي ترفض تركيا ضمها الى اقليم كردستان، نقل البيان عن عبد المهدي قوله إن «كركوك تحتاج الى حل تاريخي وليس الى تفاهم سياسي، وعلى جميع الاطراف الجلوس الى مائدة المفاوضات لإيجاد حل لهذه القضية»، مشيراً الى ان «ممثل الاممالمتحدة السابق في بغداد السيد ستيفان دي ميستورا ضمن تقريره حول كركوك والمناطق المتنازع عليها ما يشير الى هذا الحل». ولم تؤكد المصادر الرسمية العراقية بحث الملف العراقي – السوري خلال محادثات امس. لكن مصدراً حكوميًا اكد ل «الحياة» ان اردوغان يحمل اقتراحات لإعادة احياء الوساطة التي اعتبرها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بحكم الميتة. وقال السياسي العراقي المقرب من المالكي النائب عباس البياتي ل «الحياة» إن «ملف العلاقة مع دمشق يبحث في إطاره الاقليمي، لاسيما أن الوساطة التركية مازالت مستمرة ولم تفشل».وأشار الى ان «رئيس الوزراء التركي سيبحث في تفعيل العلاقات بين بغداد ودمشق وانهاء التوتر بين الجانبين». الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قوله بعد لقاء اردوغان والمالكي إن «رئيس الوزراء طلب احترام السيادة العراقية»، واضاف: «رحبنا بالتوجه التركي وتمت مناقشة مواضيع مثل المياه، وحزب العمال الكردستاني»، موضحاً أن «العراق لا دخل له بالعمليات (ضد الكردستاني) الا بقدر الحفاظ على سيادته»، في اشارة الى الغارات التي تشنها القوات التركية على المتمردين الاكراد المتمركزين في المناطق الوعرة شمال العراق. ويعتزم المالكي زيارة الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل، لحضور مؤتمر «الاستثمار والاعمار» الذي تنطلق أعماله الثلثاء المقبل، في محاولة لجذب المستثمرين الاميركيين ولتفعيل الاتفاقات مع الولاياتالمتحدة.