طوكيو، واشنطن – أ ف ب، رويترز، يو بي أي - أعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية يوكيو إيدانو أمس، ان ارتفاع مستوى الإشعاع في المفاعل الرقم 2 في محطة فوكوشيما النووية المتضررة من الزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 الشهر الجاري، نجم من انصهار جزئي لقضبان الوقود وصولاً الى مستوى تخزين المياه في المفاعل. ونقل ايدانو عن لجنة السلامة النووية اليابانية قولها إن «كل الجهود تُبذل لتفادي وصول المياه الملوثة إلى البحر أو التسرب إلى باطن الأرض»، مع تأكيدها توقف الانصهار، وانحصار وجود الإشعاعات في الجو داخل مبنى المفاعل، مطالبة بضرورة التخلص من المياه الملوثة في أسرع وقت لضمان سلامة العمال في مبنى المفاعل الرقم 2». وانتقد الناطق باسم الحكومة اصدار مسؤولي شركة «طوكيو للكهرباء» (تيبكو) بياناً خاطئاً عن مستوى الإشعاع، بعدما كانت اعلنت اول من امس ان معدلات الأشعة في مياه مبنى التوربين الخاص بالمفاعل الرقم 2 تفوق 10 ملايين مرة الحد المسموح به، ثم صححت الرقم الى 100 ألف مرة. وقال: «لا يمكن الصفح عن ذلك على رغم اننا نتفهم معاناة العاملين في المحطة من ارهاق شديد، اذ ان هذه الاختبارات تستخدم في اتخاذ قرارات متنوعة تتعلق بالسلامة». وأدى ارتفاع مستويات الإشعاع إلى تعليق العمل مطلع الأسبوع الماضي في المفاعل الرقم 2، ما دفع خبراء الى التحذير من مواجهة اليابان معركة طويلة لاحتواء أخطر أزمة نووية في العالم منذ 25 سنة. وأقرت «تيبكو» بأن نتائج جهودها «غير مضمونة» لاحتواء ارتفاع حرارة قضبان الوقود والحيلولة دون انصهارها. وقال ساكاي موتو نائب رئيس «تيبكو»: «للأسف، لا نستطيع وضع جدول ملموس حالياً يحدد عدد الشهور أو السنين التي ستنتهي الأزمة خلالها». واعتذر أيضاً عن الخطأ في تقدير مستويات الإشعاع التي يتوقع خبراء ان تتلاشى سريعاً في مياه المحيط الهادئ، مبدين تعاطفهم مع المهندسين الذين يعملون في الموقع الخطر ويواصلون عملية ضخ المحطة بمياه عذبة بدلاً من مياه البحر داخل المفاعلات للتخلص من الملح، علماً ان ثلاثة عمال تعرضوا لمستويات عالية من الإشعاع الاسبوع الماضي. وكشف استطلاع للرأي ان نسبة 58,2 في المئة من اليابانيين انهم لا يؤيدون اسلوب معالجة الحكومة للأزمة النووية في محطة فوكوشيما، في حين ابدى 57.9 في المئة من المستفتين رضاهم عن طريقة تعامل الحكومة مع أعمال الإغاثة بعد الكارثة. وأظهر الاستطلاع ارتفاع شعبية رئيس الوزراء ناوتو كان إلى 28.3 في المئة، أي بزيادة 8.4 في المئة عن الاستطلاع السابق الذي أجري منتصف شباط (فبراير) الماضي. وأيد 67.5 في المئة رفع الضرائب لتأمين أموال للمساهمة في أعمال الإغاثة وإعادة الإعمار في المناطق الأكثر تضرراً. وفيما أعلنت وزارة العلوم اليابانية اكتشاف مستويات اشعة تتجاوز بنسبة 40 في المئة الحدود السنوية المسموح بها على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من محطة فوكوشيما، يؤكد مسؤولون يابانيون وخبراء نوويون دوليون ان المستويات البعيدة من المحطة ليست خطرة على الإنسان الذي يواجه جرعات أعلى من الإشعاع يومياً من مواد طبيعية أو الأشعة السينية أو الرحلات الجوية. وأعلنت السلطات الصحية في ولاية ماساتشوستس الأميركية رصد مستويات منخفضة من اليود المشع في عينة أمطار هطلت بعد كارثة اليابان، مستبعدة أن تترك أي تأثير في إمدادات مياه الشرب في الولاية، مع تأكيدها عدم تسجيل أي ارتفاع في مستوى الأشعة في الجو. وأوضحت هذه السلطات ان معدلات مماثلة من الأشعة رصدت في عينات من مياه أمطار في كل من كاليفورنيا وواشنطن وبنسلفانيا. وفي حصيلة جديدة لعدد القتلى والمفقودين، أكدت الشرطة اليابانية مقتل 10872 شخصاً وفقدان 16244 آخرين غالبيتهم في مقاطعة مياغي الأكثر تضرراً. ولا يزال 190 ألفاً و213 شخصاً في ملاجئ موقتة.